التوتر التجاري سيعرض للخطر هدف سامسونج الصريح باستثمار 116 مليار دولار لتصبح رقم 1 عالمياً في صناعة الرقائق بحلول عام 2030.
تهدد التوترات المتصاعدة بين اليابان وكوريا الجنوبية بضرب شركات صناعة الرقائق من «سامسونج إلكترونيكس» إلى «إس كيه هاينكس»، مما يزعج سلسلة التوريد العالمية من خلال قمع إنتاج رقائق الذاكرة وغيرها من المكونات الحيوية للأجهزة المستخدمة على نطاق واسع.
هذا يحدث في الوقت الذي يركز فيه العالم على حملة الرئيس دونالد ترامب لاحتواء شركة «هواوي تيكنولوجيز» وطموحات الصين، حيث إن النزاع المتداخل بين أغنى جارتين لبكين له أيضاً آثار بعيدة المدى على إنتاج كل شيء من هواتف «آبل» المحمولة إلى أجهزة لابتوب «ديل». وتتدافع الصناعة الآن لقياس التداعيات بعد أن فرضت اليابان -بسبب التوترات القائمة منذ فترة طويلة والتي لم يتم حلها- قيوداً على الصادرات إلى كوريا الجنوبية من ثلاث فئات للمواد الأساسية لإنتاج أشباه الموصلات والشاشات المتطورة.
وهذه المناورة، وهي أحدث مظهر من مظاهر عقود من التوترات في زمن الحرب، تضع شركة سامسونج في قلب عاصفة نارية وتؤكد مجدداً على الطبيعة العالمية لآلة الإنتاج التي تنتج معظم الأجهزة المبتكرة العالمية. فهي لا تصنع فقط رقائق الذاكرة، بل إن سامسونج تعد أيضاً أكبر منتج للهواتف الذكية.
وعلى الرغم من اختلاف مستويات المخزون لكل مادة، فإن أكبر شركة كورية جنوبية لديها إمدادات تكفي لأقل من شهر في المتوسط. وشركتا سامسونج وإس كيه هاينكس مشغولتان في البحث عن مصادر بديلة. وأكدت الشركتان الكوريتان العملاقتان للعملاء إنهما ستحاولان تقليل التأثير على الإنتاج، لكن سامسونج، على سبيل المثال، تستعد لتخفيضات محتملة في الإنتاج أو حتى وقف الإنتاج حال استمرار الوضع، بحسب ما ذكر المسؤولون شريطة عدم الإفصاح عن هويتهم.
وهذا هو السبب في قيام رئيس التكتل الكوري «جاي واي لي»، بالتوجه إلى طوكيو خلال عطلة نهاية الأسبوع لعقد اجتماعات طارئة مع الموردين اليابانيين. ومن غير الواضح مدى عمق التأثير؛ حيث يعتمد هذا بقدر كبير على ما إذا كان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس كوريا الجنوبية «مون جاي- إن» يمكنهما التوصل إلى حل وسط. ولكن في أسوأ السيناريوهات، قد يتعثر إنتاج الشاشات المرنة الخاصة بأجهزة ««آيفون» وغيرها من الأجهزة المحمولة، بينما قد يتضاءل إنتاج شرائح الذاكرة المستخدمة في كل شيء من أجهزة «نوت بوك» التي تصنعها شركة إتش بي إلى خوادم شركة أمازون (Amazon.com Inc.).
وتستهدف اليابان ثلاثة مواد، رغم أنها غير معروفة خارج الصناعة، إلا أنها مهمة للغاية لإنتاج الإلكترونيات. وتقول الحكومة إن هذه المواد يمكن أيضاً استخدامها في تطبيقات عسكرية حساسة. وفي قطاع التكنولوجيا، يستخدم «البوليميد المفلور» لإنتاج الألواح القابلة للطي -مثل تلك المستخدمة في هاتف «جالاكسي فولد» من إنتاج شركة سامسونج- بالإضافة إلى أشياء أخرى. وتعد المقاومة الضوئية (وهي مقاومة كهربائية حساسة للضوء) العنصر الأساسي في صناعة الرقائق، بينما يستخدم فلوريد الهيدروجين لإنتاج الشرائح وشاشات العرض.
ولن يكون من السهل إيجاد بدائل: فالشركات الكورية تعتمد الآن على اليابان في الحصول على 90% من البوليميد المفلور والمقاومات التي تحتاج إليها، و44% من متطلبات فلوريد الهيدروجين.
ومن المفارقات أنه إذا استمر الخلاف، فإن الموردين اليابانيين لهذه المواد الكيميائية -شركات مثل «جي إس آر» أو«شين إستو كيميكالز»، التي تربطها علاقة صغيرة ولكن لا تنفصل عن السلسلة- ستضرر أيضاً.
يقول «هوه نام-كوون»، الرئيس التنفيذي لشركة «شينيونج اسيت ماناجمينت»: هذا قد يكون عاملاً سلبياً بالنسبة للاقتصاد العالمي.
وسيكون التأثير الأكبر على منتجات الجيل القادم لشركة سامسونج مثل الشاشات القابلة للطي. وهذا يعرض للخطر هدف سامسونج الصريح باستثمار 116 مليار دولار لتصبح رقم 1 في صناعة الرقائق بحلول عام 2030. ومن دون المواد التي تستوردها من اليابان، قد تتعثر سامسونج في الجهود التي تبذلها لتطوير صناعة رقائق الذاكرة المتقدمة وغيرها من التقنيات.
ورفضت شركتا سامسونج وهاينكس -اللتان تمثلان معاً 60% من صناعة شرائح الذاكرة في العالم- التعليق. وقد تراجعت أسهم الشركتين بأكثر من 1% يوم الاثنين الماضي.
شوي كيم وديبي وو وبافيل البييف*
*صحفيون متخصصون في أخبار التقنية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
تهدد التوترات المتصاعدة بين اليابان وكوريا الجنوبية بضرب شركات صناعة الرقائق من «سامسونج إلكترونيكس» إلى «إس كيه هاينكس»، مما يزعج سلسلة التوريد العالمية من خلال قمع إنتاج رقائق الذاكرة وغيرها من المكونات الحيوية للأجهزة المستخدمة على نطاق واسع.
هذا يحدث في الوقت الذي يركز فيه العالم على حملة الرئيس دونالد ترامب لاحتواء شركة «هواوي تيكنولوجيز» وطموحات الصين، حيث إن النزاع المتداخل بين أغنى جارتين لبكين له أيضاً آثار بعيدة المدى على إنتاج كل شيء من هواتف «آبل» المحمولة إلى أجهزة لابتوب «ديل». وتتدافع الصناعة الآن لقياس التداعيات بعد أن فرضت اليابان -بسبب التوترات القائمة منذ فترة طويلة والتي لم يتم حلها- قيوداً على الصادرات إلى كوريا الجنوبية من ثلاث فئات للمواد الأساسية لإنتاج أشباه الموصلات والشاشات المتطورة.
وهذه المناورة، وهي أحدث مظهر من مظاهر عقود من التوترات في زمن الحرب، تضع شركة سامسونج في قلب عاصفة نارية وتؤكد مجدداً على الطبيعة العالمية لآلة الإنتاج التي تنتج معظم الأجهزة المبتكرة العالمية. فهي لا تصنع فقط رقائق الذاكرة، بل إن سامسونج تعد أيضاً أكبر منتج للهواتف الذكية.
وعلى الرغم من اختلاف مستويات المخزون لكل مادة، فإن أكبر شركة كورية جنوبية لديها إمدادات تكفي لأقل من شهر في المتوسط. وشركتا سامسونج وإس كيه هاينكس مشغولتان في البحث عن مصادر بديلة. وأكدت الشركتان الكوريتان العملاقتان للعملاء إنهما ستحاولان تقليل التأثير على الإنتاج، لكن سامسونج، على سبيل المثال، تستعد لتخفيضات محتملة في الإنتاج أو حتى وقف الإنتاج حال استمرار الوضع، بحسب ما ذكر المسؤولون شريطة عدم الإفصاح عن هويتهم.
وهذا هو السبب في قيام رئيس التكتل الكوري «جاي واي لي»، بالتوجه إلى طوكيو خلال عطلة نهاية الأسبوع لعقد اجتماعات طارئة مع الموردين اليابانيين. ومن غير الواضح مدى عمق التأثير؛ حيث يعتمد هذا بقدر كبير على ما إذا كان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس كوريا الجنوبية «مون جاي- إن» يمكنهما التوصل إلى حل وسط. ولكن في أسوأ السيناريوهات، قد يتعثر إنتاج الشاشات المرنة الخاصة بأجهزة ««آيفون» وغيرها من الأجهزة المحمولة، بينما قد يتضاءل إنتاج شرائح الذاكرة المستخدمة في كل شيء من أجهزة «نوت بوك» التي تصنعها شركة إتش بي إلى خوادم شركة أمازون (Amazon.com Inc.).
وتستهدف اليابان ثلاثة مواد، رغم أنها غير معروفة خارج الصناعة، إلا أنها مهمة للغاية لإنتاج الإلكترونيات. وتقول الحكومة إن هذه المواد يمكن أيضاً استخدامها في تطبيقات عسكرية حساسة. وفي قطاع التكنولوجيا، يستخدم «البوليميد المفلور» لإنتاج الألواح القابلة للطي -مثل تلك المستخدمة في هاتف «جالاكسي فولد» من إنتاج شركة سامسونج- بالإضافة إلى أشياء أخرى. وتعد المقاومة الضوئية (وهي مقاومة كهربائية حساسة للضوء) العنصر الأساسي في صناعة الرقائق، بينما يستخدم فلوريد الهيدروجين لإنتاج الشرائح وشاشات العرض.
ولن يكون من السهل إيجاد بدائل: فالشركات الكورية تعتمد الآن على اليابان في الحصول على 90% من البوليميد المفلور والمقاومات التي تحتاج إليها، و44% من متطلبات فلوريد الهيدروجين.
ومن المفارقات أنه إذا استمر الخلاف، فإن الموردين اليابانيين لهذه المواد الكيميائية -شركات مثل «جي إس آر» أو«شين إستو كيميكالز»، التي تربطها علاقة صغيرة ولكن لا تنفصل عن السلسلة- ستضرر أيضاً.
يقول «هوه نام-كوون»، الرئيس التنفيذي لشركة «شينيونج اسيت ماناجمينت»: هذا قد يكون عاملاً سلبياً بالنسبة للاقتصاد العالمي.
وسيكون التأثير الأكبر على منتجات الجيل القادم لشركة سامسونج مثل الشاشات القابلة للطي. وهذا يعرض للخطر هدف سامسونج الصريح باستثمار 116 مليار دولار لتصبح رقم 1 في صناعة الرقائق بحلول عام 2030. ومن دون المواد التي تستوردها من اليابان، قد تتعثر سامسونج في الجهود التي تبذلها لتطوير صناعة رقائق الذاكرة المتقدمة وغيرها من التقنيات.
ورفضت شركتا سامسونج وهاينكس -اللتان تمثلان معاً 60% من صناعة شرائح الذاكرة في العالم- التعليق. وقد تراجعت أسهم الشركتين بأكثر من 1% يوم الاثنين الماضي.
*صحفيون متخصصون في أخبار التقنية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»