رداُ على عائشة المري: شتان بين الجهاد والانتحار
نشرت "وجهات نظر" يوم الأربعاء 30-43-2005 مقالاً للأستاذة عائشة المري بعنوان "الانتحار في سبيل الله"، حيث بدأت مقالها بالعملية الإجرامية في قطر الشقيقة، وتساءلت: بعد الحوادث المتفرقة في السعودية والكويت، ثم عملية قطر: أين ستكون الضربة القادمة؟ لقد بدا واضحاً أن الخلايا النائمة قد استيقظت في الخليج لتدمير مجتمعاتها المسالمة، وقالت إن أجهزة الأمن القطري أعلنت أن العملية لم تكن بسيارة ملغومة فقط بل كانت جسداً ملغوماً، أي عملية انتحارية في سبيل الله. وقالت "لكن الغريب أن المراجع التي يعتمد عليها ويستمد منها أئمتنا فتواهم ومرجعياتهم هي نفسها المراجع التي يعتمد عليها أبناء الفكر المتطرف، كابن لادن وأيمن الظواهري، ووصلت أن الجهاد والانتحار وجهان لفعل واحد في تعريف هؤلاء المتطرفين".
أقول للأستاذة عائشة: إننا كلنا ضد هذه العمليات الإرهابية سواء الحادي عشر من سبتمبر أو التي تحدث في الكويت وقطر وكل دول العالم. وقلنا مراراً لا يجوز ترويع الآمنين وقتلهم وتدمير ممتلكاتهم حتى لو كانوا غير مسلمين، لأن ذلك إفساد في الأرض وليس جهاداً كما يزعمون. وعقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة لا تكفر أحداً بارتكابه للمعصية ما دام لم يستحلها قلبياً والبدعة أشد من المعصية.
وبالنسبة للمراجع التي تطرقت إليها الكاتبة في مقالها فإني أود التذكير بأن هيئة كبار العلماء في السعودية أدانت كل العمليات الإرهابية، وذلك على لسان سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء بتحريم تلك العمليات وسماها بالإجرامية، وحض على الالتفاف حول علماء السنة وحكامها المسلمين، وعدم الخروج عليهم لا بالسلاح ولا باللسان.
أما المنتديات والشبكات العنكبوتية، فكل من هب ودب دخل فيها، وأكثر روادها ليس لديهم العلم الشرعي إنما تجرفهم العواطف، وهذا ما يدغدغ عواطف العامة. ولكن الحمد لله هناك مواقع إسلامية لعلماء أجلاء أهل الاختصاص يجب الأخذ منهم... والله المستعان.
خالد يوسف الدشتي - عجمان