تحت عنوان "ماذا ينتظر لبنان بعد؟" نشرت "وجهات نظر" يوم السبت19-3-2005 مقالاً للأستاذ غازي العريضي، وضمن ردي على هذا المقال فإنني أتساءل: هل تركت المعارضة اللبنانية أساساً للوحدة، بعدما تمنعت عن الدخول في حكومة اتحاد وطني؟ فبعدما أبهرتنا التظاهرات العارمة التي خرجت بعفوية بعد مقتل رفيق الحريري بأن باستطاعتها إسقاط حكومة عربية لأول مرة في التاريخ، فوجئنا بأن بعض المغرضين يحاول استغلالها للوصول إلى سدة الحكم، وهذا بالضبط ما فهمته الموالاة ولذلك عادت وبشكل أقوى وبنفس شخص رئيس الحكومة، بعدما ارتكبت المعارضة خطأ جسيماً برهانها على العالم الخارجي، وعدم ثقتها في شارعها الذي ما كان أحد يمكنه الطعن في مصداقيته حتى أضحى يتبادر للبعض بعد خروج سوريا بأن المعارضة تعني معارضة لبنان الحر بمحاولتها استبدال انتداب بآخر أكثر سوءا، والموالاة هي من يقف ضد ذلك التوجه وبالتالي هي موالاة للبنان المستقل، متجاهلين أن القوي هو من يستقوي بشعبه حتى لو كان قلة، والضعيف هو من يستند على الغريب حتى ولو كان كثرة.
أما ما قاله بأن المعارضة لا ترفض الحوار، والدليل أنها فتحت باب الحوار مع "أمل" و"حزب الله" وقدمت مطالب لرئاسة الحكومة، فهذا كما يقول الفيلسوف: لك الحق في اختيار اللون الذي يعجبك لسيارتك شريطة أن يكون أسود. فما الذي تركته المعارضة للحوار ما دامت تطالب باستقالة رئيس الدولة والقيادات الأمنية؟ فليس مستبعداً غداً أن يطالبوا بتسريح الجيش لأنه جيش النظام السابق كما حدث في قطر عربي آخر!.
أما عن تأجيل الانتخابات وبأن الموالاة هي من يريد ذلك لعدم تشكيلها حكومة برئاسة شخص آخر ما دامت تمتلك الأغلبية كما يقول فإن هذا الكلام لا نجد في الواقع ما يسنده بعدما أفرغوا هم مفهوم الديمقراطية من محتواه الذي يعني سيطرة الأغلبية على قرارات الدولة حتى في أكثر البلدان تحضراً، وبالتالي فإن اختيار الشخصية التي تترأس الحكومة أصبح شيئاً ثانوياً ما دامت الأغلبية قد اختارته، وإن كان مقال الأستاذ غازي يتضمن مقولة مهمة هي أن لبنان قد دخل دوامة حسابات التدويل والتعريب والزواريب الداخلية، إلا أن الكاتب فاته أن يقول لنا من كان المسؤول عن ذلك. وإن كنت أرى أن المسؤول أعلم من السائل.
بتار ولد محمد المختار - موريتانيا