تحت عنوان "العولمة والاستقلال الوطني - لبنان نموذجاً" نشرت "وجهات نظر" يوم الثلاثاء 29-3-2005 مقالاً للأستاذ الدكتور طيب تزيني. وفي البداية أؤكد أنه لا توجد أي علاقة للعولمة باستقلال لبنان ومصر أو أوكراينا. العولمة هي فكرة اقتصادية في الأساس تمثلها الشركات العملاقة العالمية بالدرجة الأولى ولها نفوذها السياسي، إلا أنها ليست سياسية بحتة. الكاتب وقع في خطأ تاريخي لا يمكن السكوت عنه عندما قال: "فبعد عِقد ونصف العقد من الحضور السوري والاستخباراتي في لبنان، الذي كُرّس في البدء باتفاق الطائف". تصحيحاً لهذه المعلومة أقول: دخول الجيش السوري إلى لبنان لإنهاء الحرب بدأ عام 1976 كقوات ردع عربية ومن عدة دول عربية أخرى. الكل انسحبوا ولم يبق إلا الجيش السوري، أي قرابة ثلاثة عقود إلى اليوم. بالنسبة لاتفاق "الطائف" لم يُكرِّس الحضور العسكري السوري بل أنهى الحرب بين اللبنانيين، ونص على خروج القوات السورية خلال سنتين بعد توقيع الاتفاق عام 1989. للأسف هذا لم يحدث بل زادت سوريا ومخابراتها من قبضتها على لبنان إلى أن تحول إلى دولة تابعة مخابراتية على الطريقة البعثية. إذا قلنا هنا إن الاحتلال الإسرائيلي للجنوب أعطى لسوريا الذرائع لكي لا تنفذ "الطائف" وسكت اللبنانيون على مضض، فهذا صحيح، إلا أنه بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني عام 2000 انتهت الذرائع وتعالت الأصوات اللبنانية التي تطالب بالانسحاب. كان على سوريا إذا كانت نواياها صادقة أن تنسحب بشكل أخوي يوفر على الأمة العربية الكثير من المشكلات. خاصة وأن الحرب اللبنانية قد انتهت وأمراء الحرب جنحوا للسلم الأهلي. يقول الكاتب "ووصل هذا التنديد ( الأميركي- الفرنسي) إلى صيغة القانون، الذي أصدرته المنظمة الدولية وحمل رقم 1559 القاضي بانسحاب القوات العسكرية والأمنية السورية من لبنان". وأقول له: العملية ليست عملية تنديد أبداً، إنما هي رد على التصرف السوري بفرض تعديل الدستور والتمديد للحود رغماً عن إرادة الشعب اللبناني والكثير من الزعماء اللبنانيين وفي مقدمتهم: الشهيد الحريري، جنبلاط، قرنة شهوان ومعهم البطريرك صفير أيضاً.
سعيد علم الدين -برلين-ألمانيا