ختم د. هيثم الكيلاني مقاله المنشور يوم الأحد الماضي تحت عنوان "مشكلة جديدة"، بالقول: "لا شك أن العلاقات بين الصين الأم وجزيرة تايوان تشكل مشكلة جديدة بالنسبة إلى وزارة الخارجية الأميركية، أي أنها مشكلة جديدة تضاف إلى مشكلة كوريا الشمالية، وهما من مشكلات الإدارة الأميركية الحالية"...
أعتقد أن كثيرين يخالفون الكاتب الرأي في هذا، لأن الإدارة الأميركية من شأنها أن تؤجج هذا الخلاف لا أن تقلق من أجله وتحاول حله سلمياً. هذه الإدارة عملت على زيادة التوتر بين تايوان والصين التي هي بالفعل الأم والحاضن لجزيرة تايوان، ويظهر هذا التأجيج من خلال الأنباء الواردة حول دعم الإدارة الأميركية للانفصاليين التايوانيين.
إن مصلحة الرئيس التايواني تتجلى في الدعوة للانفصال عن الصين، فهو كما ذكر الكاتب من الحزب الديمقراطي الذي يعتبر من الأحزاب الصغيرة مقارنة بأحزاب تايوانية كبيرة أخذت تقوى شوكتها في الساحة السياسية بدعم من الصين، ولذلك يشعر الرئيس التايواني "الديمقراطي" بخوف على السلطة، وهو يقيم علاقات طيبة وواسعة مع أميركا تمكنه من تلقي الدعم السياسي والعسكري منها لتأمين انفصال بلاده، ولكن قد تتغير الرؤية عندما تقرر الإدارة الأميركية كسب الصين في هذا الأمر، والقيام بدعم الأحزاب المؤيدة لها داخل تايوان ضد الرئيس التايواني ومن يطالب بانفصال هذا البلد عن أمه.
ربما أغفل الكاتب جانباً مهماً في حديثه حول هذه المسألة الحساسة حالياً، فقد فاته أن يتحدث عن المنادين لإعادة توحيد الصين الذين يفوقون عدداً وعدة عدد المنادين بانفصال تايوان، وهو بالتأكيد يعلم أن الشعب الصيني واع سياسياً، ولا يشبه بحال من الأحوال الشعوب العربية التي تهوى فكرة الانفصال.
الحكومة الصينية ذكية للغاية في تعاملها مع هذا الأمر، وإنني أدعو الكاتب لقراءة كتاب "مسألة تايوان وإعادة توحيد الوطن" الذي صدر عن وزارة الإعلام الصينية مؤخراً ووزعت ملايين النسخ منه، وهو كتاب مدعم بالمعلومات التاريخية المفصلة والحجج القاطعة حول تاريخ تايوان والعلاقات بين جانبي مضيقها، وموقف الحكومة الصينية وسياساتها ومبادئها لتسوية هذه المسألة. إن قيام الحكومة الصينية بإصدار هذا الكتاب يعتبر خطوة مهمة لتوثيق العلاقات بين جانبي مضيق تايوان وبدء مسيرة إعادة توحيد الصين بالطرق السلمية.
سالم الهيمان ـ الأردن