حزب "IRA"
المشهور أن "IRA" تمثل مختصرا للجيش الجمهوري الأيرلندي أو "Irish Republican Army" لكنني لا أتحدث عن هذا الجيش بل عن جيش أخطر منه موجود بيننا في الإمارات وليس في أيرلندا، هل تستغرب معي من دولة جاوزت عقدها الثالث ولم تتمكن حتى يومها هذا من توطين بعض المناصب الحساسة فيها، إنها مؤامرة يقوم بها أعضاء هذا الحزب، ابحث من حولك تأكد أنه وأنت تقرأ هذا المقال لا يوجد أحد أعضاء هذا الجيش من حولك وإلا فإن مصيرك الفناء المحقق، نعم وبكل تأكيد هذا هو حال من يعادي هذا الحزب المنتشر أفراده بيننا. هل أنتم في شوق لمعرفة ما هو هذا الجيش، ومن هم أفراده وجنوده، والى ماذا تشير هذه الحروف إن لم تكن تتكلم عن الجيش الأيرلندي؟ هذا ما سأبحثه معكم في هذا المقال.
"I Run Away" هذا هو شعار هذا الجيش نعم، أنا هربت بعيدا، نعم بكل تأكيد هم من الهاربين عندما تتأزم الأمور وتشتد المخاطر، هل عرفتم عمن أتكلم، إنني أحاول أن أتحدث وبكل صراحة عن قضية من الهام استعراضها لأن مستقبل الدولة مرتبط بها، إنهم الخبراء.
الذي يستعرض تاريخ الدول النامية يجد أنها وفي بداية نشأتها اعتمدت على التجارب الدولية في التقدم و التطور وهذه مسألة طبيعية لأن العاقل لا يبدأ من الصفر بل من حيث انتهى الناس، لكن الدول عادة ما تجدول عملية استفادتها من هؤلاء الخبراء كي تصل في نهاية الأمر إلى الاستغناء شبه التام عنهم والاعتماد على العقول الوطنية التي تم إنضاجها عبر سنوات النمو الطبيعي للدول، إذا فالاستعانة بالخبراء مسألة مهمة بشرط ألا يكونوا من أعضاء هذا الحزب ولهم العديد من المؤشرات الدالة عليهم لعل من أهمها:
أعضاء هذا الحزب يحبون العمل في السر لذلك فهم يغلقون الأبواب عليهم معظم الوقت ولهم أهداف كثيرة أهمها عدم نشر أسرارهم وطرق عملهم لأبناء هذه الدولة، ويحاولون أن يكون احتكاكهم فقط مع أصحاب القرار الذين عادة ما يستغربون من قدراتهم الهائلة على التخطيط والتنظير، ومن ثم يتحول الخبير المستشار إلى صانع للقرار، فهل يوجد في مؤسستكم من تنطبق عليه هذه الصفات؟
من سمات هؤلاء الخبراء إذا اضطرتهم الأوامر للاستعانة بالمواطنين البحث الجيد حولهم للحصول على فئة المسايرين وهم البعض الذي لا يفكر بل ينفذ، والفكرة من الاستعانة بهذه الفئة هي عدم نقل التجارب العلمية إليهم لأن دورهم تنفيذي فقط وبهذا يضمن الخبير الاستمرار في عمله.
ومن سمات أعضاء هذا الحزب القدرة على بناء فجوة من الشك بين المسؤولين وبني جلدتهم، وتتسع هذه الفجوة مع الزمن عبر عرضهم للنتائج السلبية من الاستعانة بالمواطنين الذين أحسنوا اختيارهم كي يقال للمسؤولين هؤلاء هم المواطنون، وهل بالإمكان تطوير البلد عن طريقهم؟، ويكون الجواب بالنفي، ومن ثم تتسع هذه الفجوة كي يتفرغ أعضاء هذا الحزب لممارسة أدوارهم.
لعلي مرة أخرى أكرر أنني لست ضد فكرة الاستعانة بالخبراء كما فعلت العديد من الدول لكن بشروط أهمها: التأكد أولا من أنهم فعلا أصحاب خبرة في ميدانهم فبعض المواطنين اليوم أفضل خبرة وعلما من الخبراء الذين يتعاملون معهم، بعد ذلك من المهم ربط هذا الخبير بما لا يقل عن ثلاثة من المواطنين الواعدين الذين من المخطط أن يحلوا مكان هذا الخبير في أقرب فرصة ممكنة، والأمر الثالث المهم التأكد من أن الخبير مستشار في ميدان تخصصه وليس صانعاً للقرار. فبناء القرار له أوجه مختلفة بعضها مرتبط بطبيعة المجتمع وخصوصياته الثقافية، وبهذا نستفيد من الخبراء قبل أن يأتي اليوم الذي لا نراهم حولنا ولم نعد العدة لذلك اليوم.