التاسع من أبريل من كل سنة، تاريخ لا يُنسى أبداً من ذاكرة كل من عاش الحرب الأميركية على العراق، هذا التاريخ يحمل بين خباياه العديد والعديد من الأحداث الحزينة والغامضة والكئيبة على الشعب العراقي وعلى العالم أجمع. هذه الحرب خمدت وبشكل غريب جداً، من خلال تمكن القوات الأميركية من دخول بغداد عاصمة الرشيد. فهذا التاريخ سطره الأميركيون بأحرف من دم، ونادوه وعلى حد قولهم بتاريخ "الاستقلال والحرية"، الحرية من النظام الدموي السابق، نظام صدام حسين، والبداية لنظام جديد، مبني على الحرية والمساواة بين أطراف الشعب العراقي المكلوم والمحبوس في كهف نظام صدام لمدة 35 عاما!
إلا أن الأيام قد كشفت عن النوايا غير السوية للطرف الأميركي، فقد كان هذا التاريخ بداية لنظام دموي جديد، افتتحه وقص شريطه "الأحمر" الرئيس الأميركي جورج بوش، فالأحداث في العراق خير دليل على ذلك، والمآسي في العراق خير تعليق على الصور اليومية التي تشهدها عيوننا في العراق، ومنذ هذا التاريخ بالذات، تغير مسمى الحرب ومجراها نهائيا، لتدعى بـ"الحرب من أجل القضاء على الإرهاب"، وتوالى معه انتشار الجماعات الإرهابية في العراق، من مثل جماعة مصعب الزرقاوي وأعوانه من الإرهابيين، لينتشر معه الذعر والرعب، وتعم الدموية وتتفشى بشكل مريب ومخيف بين أرجاء العراق المجيد.
ترى هل يمكن الحديث عن هذه الحرب الأغرب من نوعها، والتي لم تنته بعد؟ وهل يمكننا أن نحسم نتائجها غير المرضية، والتي تصب في مصلحة الأميركيين؟ وهل يمكن أن تكون هذه الحرب بعد كل ما شهده العالم حرب الحرية والاستقلال؟!
حرب، نأمل أن يأخذ الجميع العبرة والعظة من أحداثها ودروسها ودمويتها!
ريا المحمودي-رأس الخيمة