رداً على محمد الباهلي: ما هو الحل؟
تحت عنوان "التبشير والخطر القادم"، نشرت "وجهات نظر" يوم الجمعة 8-4-2005 مقالاً للأستاذ محمد الباهلي، وضمن ردي على ما ورد في هذا المقال، أقول للكاتب: مقالك ناقص... لماذا؟ لأنك عندما حذرت من التبشير قدمت أرقاماً ربما تكون صحيحة وتدعونا إلى التحرك، ولكنك لم تقدم لنا الحل. ولم توجه لنا في أي اتجاه يجب علينا التحرك؟ وما هو الحل بنظرك؟ وهل يجب أن نحمل السلاح في وجه التبشير؟ وهل المبشرون يبشرون بقوة السلاح أم بالإقناع وربما المصلحة؟ أنا أعرف عراقيا مسلما في برلين دخل في فرقة "شهود يهوه" المسيحية، ووثقوا فيه جداً فتزوج فتاه منهم، وعندما حصل على الجنسية الألمانية طلقها وطلق "شهود يهوه" وعاد مسلماً، ولقد أصابهم ذلك في الصميم. وحاولوا المستحيل لسحب جنسيته وإلحاق الضرر به إلا أن محاولاتهم كلها بائت بالفشل وبلعوها علقما.
يا أخي الكريم قبل مئة سنة تقريباً لم يكن في أميركا وأوروبا سوى عشرات المسلمين، ولم يكن هناك مسجد واحد. الآن يوجد عشرات الملايين من المسلمين في أوروبا وأميركا، وهناك مئات بل آلاف الجوامع والمراكز الإسلامية وهناك عشرات الآلاف من الأوروبيين والأميركيين الذين دخلوا الإسلام وبدون أي مشاكل ومن دون تذمر من مجتمعهم ومن رجال الدين المسيحي. ولولا جنون بن لادن وضرباته الهمجية الإرهابية لما تعرض مسلم واحد في الغرب لأي إشكال. يا أخي الثقة بالنفس هي المناعة العظمى أمام التحديات.
نحن المسلمون أصبحنا مليار إنسان أي ثاني قوة في العالم، فلن يضرنا ما يحدث، بل يجب أن يدعونا إلى كشف الخلل وإصلاح مجتمعنا لكي نقدم نموذجاً حضارياً عن الإسلام. والتنافس السلمي هو أفضل طريق للنجاح وإثبات الوجود أمام الآخرين، وأيضاً كل واحد ذنبه على جنبه، ولن يقع إنسان في جورة إنسان آخر. والمؤمن الحقيقي يحرك الجبال بإيمانه ويبقى هو في مكانه ثابتاً.
سعيد علم الدين- برلين