تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي "سيلفان شالوم" بعد جنازة البابا، تثير الضحك والاستغراب في آن معاً، فهو اعتبر أن سوريا دولة تدعم الإرهاب، وأن عليها إنهاء احتلالها للبنان. أضحكني الخبر وأحزنني؛ فقد انقلبت الأدوار حيث أصبح كيان مثل الكيان الصهيوني يتحدث كدولة مطالباً دولة لها عراقة سوريا بإنهاء احتلالها لدولة شقيقة، متجاهلا أن إسرائيل هي دولة محتلة لفلسطين، وأن هذا الكيان بأسلوبه الإعلامي الذي يهدف منه إلى قلب الحقائق أصبح له صوت مسموع في العالم.
وأتساءل هل هذا الصوت المسموع سببه أن إسرائيل قد أثبتت أنها دولة ديمقراطية خلال خمسين سنة؟! وأثبتنا فشلنا في تطبيق الديمقراطية؟ أم لأن إسرائيل كانت من الذكاء بحيث استغلت جميع الفرص الممكنة لها وخاصة الإعلام الموجّه لتكسب فرصتها في البقاء وإثبات أننا نحن العرب لا نستحق العيش؟!
الفلسطينيون منذ الاحتلال وأراضيهم تضيق وتصغر ويزداد الاحتلال مثل السرطان انتشاراً وتوسعاً.. فماذا فعل الفلسطينيون؟ وماذا فعل العرب عامة لدولة كانت تسمى فلسطين وأصبحت الآن قائمة على أجزاء من فلسطين؟!
شالوم قال في تصريحه: إن الأسد وخاتمي متطرفان، مدعوماً طبعاً بشريحة كبيرة ممن لا يعلمون حقيقة دولة إسرائيل وكيفية نشوئها، وهذه الشريحة أصبحت لديها قناعة بأن العربي فعلاً يحمل صفتي "الإرهابي" و"التطرف"، ومن ثم سنحتاج نحن العرب إلى كثير من السنوات لإثبات العكس ولإرجاع صفات كالكرم والسخاء والشجاعة والمروءة إلى العربي. وعلى عكس مبدأ "المتهم بريء حتى تثبت إدانته" ينظر العالم إلى العربي على أنه "إرهابي حتى تثبت براءته".
عماد دير عطاني - أبوظبي