هذا العنوان كان على الصفحات الأولى لأغلب الصحف ووكالات الأنباء العالمية وكأنه خبر غير عادي سيحمل للعالم نبأ جديداً يخدم مصلحة الفرقاء في الشرق الأوسط.
خبر زيارة شارون لواشنطن ولقاؤه بالرئيس الأميركي جورج بوش لم يعد بالخبر المهم للشعب الفلسطيني، والعربي عموماً، الذي اعتاد أن يلتقي هذان القطبان للتأكيد، نظرياً، على أهمية تطبيق خريطة الطريق ووقف بناء المستوطنات والسعي لإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة... إلخ! ولكن دون فائدة.
يعود شارون إلى تل أبيب بعد كل لقاء يجمعه بالرئيس الأميركي حاصلاً على الضوء الأخضر ليسلك كل الطرائق التي يريدها بعيداً عن خريطة الطريق التي لم يعد يهتم لمسارها منذ فترة طويلة.
خريطة الطريق التي تنص على وقف الاستيطان فوراً ودون مماطلة من الجانب الإسرائيلي لم يلتزم بها سوى الجانب الفلسطيني الذي لديه استعداد للالتزام بأي خطة أو اتفاقية أو بروتوكول لإيقاف المعاناة الفلسطينية اليومية في الضفة الغربية والقطاع. ومن ينظر اليوم إلى مخطط شارون الاستيطاني التوسعي المتجسد في بناء 3500 منزل جديد في مستوطنة "معاليه أدوميم"، التي أصبحت تشكل منازلها سوراً حول مدينة القدس، يدرك أن شارون لن يتوقف ولن يرضخ لضغوط جورج بوش مهما كلفه الأمر. حتى أن الرئيس الأميركي نفسه يعلم بهذا مسبقاً، وهو يدرك طبيعة أرييل شارون النفسية والسياسية، ولا يمكن أن يضغط على الرجل خوفاً من أن يفقده، وهو بالتأكيد لا يخطط لذلك في الوقت الحاضر.
من يراهن على نتائج إيجابية من زيارة شارون لواشنطن سيصاب بخيبة أمل عندما يقرأ في الصحف أن الحكومة الإسرائيلية تواصل بناء الـ3500 منزل في "معاليه أدوميم"، وأن شارون سيرضي المستوطنين بأي شكل من الأشكال، وأنه قرر عدم هدم المنازل كلها في مستوطنات غزة على عكس ما تنص عليه خطة الانسحاب... كل ذلك بعد أن يحصل على الضوء الأخضر من واشنطن.
عبداللطيف صداف ـ الأردن