مرت الذكرى الثانية للحرب الأميركية ضد العراق، وقد حدث خلال فترة العامين السابقين ما حدث، وجرى ما جرى، وقيل ما قيل من مقارنات حول أحوال العراقيين قبل الحرب وبعدها، وأخيراً ها هي الحصيلة الكلية لذلك كما هي ماثلة للعيان، وليس العيان كالسماع!.
لقد شنت الولايات المتحدة حربها ضد العراق واختارت لذلك عناوين وتسميات كثيرة بدءا من "حرب تحرير العراق"، وصولا إلى ما أطلقته من أسماء لا تنتهي على عملياتها العدوانية ضد المدن العراقية! لكن في النهاية يبقى الاحتلال احتلالا، ولا يمكن تسميته بغير ذلك، مهما كان الخلاف حول تقييم اتجاهه ونتائجه. وإذا كان مقياس الحكم على الأشياء هو بوسائل بلوغها، فإن أميركا حققت احتلالها للعراق بحرب راح ضحيتها أكثر من مئة ألف عراقي، وأدت إلى تخريب كامل في مجالات البنية التحتية والبيئة ومرافق الإنتاج والخدمات، علاوة على ما خلفته من جرحى وجروح عميقة ومؤلمة في نفسية الإنسان العراقي (خاصة الأطفال والنساء)، أما الآثار الأخرى غير المباشرة للحرب، مثل الغلاء والبطالة وانتشار الأوبئة والفوضى وانعدام الأمن، فهي جد ملموسة للعراقيين داخل العراق. لذلك فإذا كان الحكم أيضا على الأمور إنما يكون بخواتمها، فخاتمة الغزو الأميركي للعراق، هي كما نرى نحن العراقيين داخل العراق؛ سلبية وسيئة بل كارثية بمعنى الكلمة. بيد أنه يخرج علينا من لم يعرف وجهه ذرة حياء أو خجل مدعيا أن العراق والعراقيين هم الآن في وضع أفضل بكثير من السابق!.
لكن ليس العيان كالسماع!.
باسل مهند - بغداد