اصطدمت جهود تشكيل الحكومة اللبنانية بالحائط.. واعتذر كرامي عن الاستمرار في المهمة "المستحيلة" بعد أكثر من 50 يوماً على التجاذبات والاتهامات المتبادلة بين المعارضة والموالاة·· لبنان الشارع "يغلي" وأصحاب "المقام الرفيع" ما زالوا يتحدثون حتى اللحظة عن "مصلحة الوطن" وإنقاذه من الحالة المتردية والفراغ السياسي الذي سقط فيه وسط ضغوط دولية ورياح شديدة للتدويل!
هل يوجد وقت فعلاً لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها في لبنان، إن كرامي الذي استقال وتخلى عن المهمة بعد أن أدى "قسطاً الى العلا"، كما ذكر أمس الأول يقول: إنه ما زالت هناك فسحة من الوقت لإجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة، والرئيس إميل لحود سيعمل من جديد على اختيار "شخصية" تتوافق عليها الموالاة والمعارضة، لتشكيل حكومة الإنقاذ المرتقبة، وحتى يتم إنجاز هذه المهمة، تبقى حكومة تصريف الأعمال تواصل عملها وسط أجواء جد ساخنة، وقد ترتفع درجة حرارتها في الأيام المقبلة الى "الغليان"، الوطن لا يحتمل المزيد من التأجيل وتبديد الوقت، فالحكومة الجديدة إذا شُكلت ولاقت القبول، "وهذا قد يكون مستبعداً في ظل الأجواء الراهنة" أمامها مهلة حتى أواخر الشهر الحالي، ووزارة الداخلية اللبنانية تحتاج على الأقل الى شهرين للتحضير وتأمين الانتخابات، هذا إذا نحينا المشكلة الثانية وهي مشروع "قانون الانتخاب" وهو في حد ذاته يحتاج الى برنامج خاص وجدول زمني حتى يجد القبول والاتفاق من الأطراف "المتخاصمة" على "القضاء" أو المحافظة!
الأطراف اللبنانية كلها اليوم أمام استحقاق مهم هو "مصلحة لبنان" والتأجيل واللعب على كسب الزمن أو اتباع ما يعرف بسياسة "حافة الهاوية" في هذه المرحلة يحمل الكثير من المخاطر على مستقبل لبنان وسلامه الأمني وإنجازاته الوطنية والاقتصادية، ومصلحة لبنان في هذا الوقت تقتضي الالتقاء والتوافق بين الجميع بما يخدم "مصلحة لبنان" وتجنيبه ما يخبئه المستقبل في ظل هذا المناخ الملبد بالخلافات والاتهامات المتبادلة، خصوصاً وان القوات السورية سوف تكمل انسحابها من لبنان قبل نهاية الشهر الجاري مما يستدعي سد الفراغ وبدء مرحلة جديدة تدعم أمن واستقرار لبنان وتضعه على عتبة عهد جديد يسوده التوافق والاتفاق بين كافة الأطراف لتجنيب البلد رياح التدخلات من الخارج في ظل استمرار حالة فقدان الوزن والفراغ السياسي·