لم أكن أتوقع يوماً أن أرى الشبان اللبنانيين، وقد تجمهروا في حلقة نقاش حول مستقبل لبنان السياسي، بمثل هذا الوعي والحمية والنضوج. بعد أن رأيت كيف تحول الشبان في لبنان إلى مشاركين أساسيين في صنع القرار السياسي عبر الضغط في المطالبة بالحقوق والخروج إلى الشارع للسؤال عن "الحقيقة" وغيرها من المظاهر التي يُسر لها المتابع للأحداث على أرض لبنان، أعتقد اليوم أن الشبان العرب عموماً، والشبان اللبنانيين، خصوصاً، غدو بخير، ولا خوف عليهم من الحالة التي تعتري محيطهم، وأنه يمكن أن تغير هؤلاء الشبان الأحداث ليصبحوا فاعلين على عكس التوقعات والنظرات السلبية تجاههم.
إن الشبان في الوطن العربي أثبتوا للعالم أنهم قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر بأي وقت ضد الفساد والظلم والقهر، وإذا ما انفجرت لا يمكن لأحد أن يعرف مدى تأثيرها، كما هو الحال في لبنان اليوم.
بالأمس كان الشبان في لبنان يلهون في المراكز التجارية، وهمهم الأول بعد الدراسة والتخرج، هو السفر إلى أميركا أو إلى أوروبا ليبنوا حياتهم خارج وطنهم، لكنهم على ما يبدو تحولوا تحولاً ملحوظاً، وأصبح الهم الأول لديهم هو وطنهم ومن ثم الأشياء الأخرى.
أتمنى أن يصبح الشاب اللبناني المثقف الواعي هو القاعدة للشبان اللبنانيين في الوقت الراهن، وأن يغدو التفكير السليم حليف هؤلاء الشبان على الدوام.
علي مجذوب ـ أبوظبي