نشرت "وجهات نظر" يوم أمس الاثنين مقالاً للدكتور محمد الرميثي بعنوان "ملاحظات حول سوق الأوراق المالية"، أثار خلاله الكاتب قضايا الوسطاء الماليين والمستثمرين، وما يتعلق بإشكاليات سوقي الأوراق المالية في أبوظبي ودبي بصورة تبعث على التقدير. وأود أن أعقب على مقال الكاتب بالقول إن مشاكل الوسطاء الماليين أصبحت تفوق الحصر، وأصبح الأمر خارج حدود التحمل، وعلى سبيل المثال فإن السوق المالي في أبوظبي يعج بآلاف المستثمرين يومياً بين صغار وكبار، ويلاحظ على وجوههم كلهم الاستياء من طريقة تعامل الوسطاء معهم. فأنت إن حضرت إلى أحد الوسطاء وأردت طلب تنفيذ أمر شراء أو بيع عن طريقه عليك بالآتي: أولاً أن تحسن الوقوف لساعة أو أكثر بلا ملل حتى يزيح الوسيط الهاتف النقال عن أذنه ويجيب سؤالك أو ينفذ لك طلبك، وصدقني ستكون محظوظاً للغاية. وثانياً أن تقوم بقراءة آية "الكرسي" في وجه الوسيط كي يسهل الله أمرك "ويعبّرك" هذا الوسيط بكلمة تفضل. وثالثاً أن تقوم بمدح الوسيط عدة مرات على مسمع الجميع كي يتكرم ويسمح لك بالشراء أو البيع "في سوق كأنه يملكه"!
إن الوسطاء في سوقي أبوظبي ودبي، وتحديداً في السوق الأول، غدو صداعاً في رأس المستثمرين، وتحديداً صغار المستثمرين، والسؤال الذي أريد أن أطرحه، ويطرحه كل المستثمرين في سوق الأوراق المالية في الإمارات، هو: لماذا تسكت هيئة الأوراق المالية على مثل هؤلاء الوسطاء؟ ولماذا لا يوجد رقباء داخل السوق على طريقة عمل وأداء وتعامل الوسطاء مع المستثمرين؟
إن السيل بلغ الزبى مع الوسطاء في سوقي أبوظبي ودبي للأوراق المالية، ولا يوجد من يأخذ بيد المستثمرين وينصرهم، ويحد من مخالفات الوسطاء، ويحاسبهم على قلة مهنيتهم.
أحمد سعيد النعيمي ـ أبوظبي