ما دعاني إلى الكتابة إليكم هو مقولة "لن يغفر التاريخ"، فيا ترى لمن لن يغفر التاريخ؟! للاعب الأوحد الذي نشر الديمقراطية وحرر البلاد المستعبدة في القرن الحادي والعشرين أم للجبابرة المارقين الخارجين على القوانين والأعراف الدولية والمعادين للسامية الذين يفجرون أنفسهم في وجه أسمى الناس على الأرض بعد أن فُجروا من الداخل ألف مرة؟ فلقد قام اللاعب الأوحد بتوحيد قوى العالم على أساس واحد وهو (الرعب) لكافة الإرهابيين، وأرسى أساساً عميقاً وهو الاستباق بضرب كل من هو إرهابي، والاستباق إلى تحرير العالم من "المارقين". كما قام اللاعب الأوحد بوضع البدائل للعالم أجمع وجعلها عياناً بيانا حتى يرتدع من تسول له نفسه أن يلعب بمقدسات "السامية".
ونرى بلاداً، بدأت، على يد اللاعب الأوحد، ترتوي من نبع الأمن؛ فالعراقيون، حسب مزاعم هذا اللاعب الأوحد، يعيشون في أقصى مراحل الأمن والأمان ويسيرون في الشوارع حتى طلوع الفجر، ولا يخشون على أنفسهم، وانفتحوا على العالم وأصبحوا مثالا للديمقراطية يُحتذى به لدى كثير من الشعوب!.
ويسعى اللاعب الأوحد إلى "تحرير" سوريا، فيا له من لاعب! ومن بعد سوريا يأتي السودان الذي لابد أن "يتحرر" و"سيتحرر" عاجلا أم آجلا، ولكن "يتحرر" من ماذا؟!
أما هؤلاء "الإرهابيون" و"المارقون" فلقد سنوا قوانين مغايرة لقوانين اللاعب الأوحد ولا تتماشى مع تقاليده وتفكيره. وبعد ذلك افتروا الأكاذيب، من وجهة نظر اللاعب الأوحد، وقالوا: إن إسرائيل دولة مُحتَلة، وزادوا في افترائهم، وقالوا إن إسرائيل تقهر الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره. الأدهى أنهم يريدون من إسرائيل العودة لحدود 1967! فيا لها من "معاداة للسامية" من وجهة نظر اللاعب الأوحد! وهؤلاء "المارقون" تنكروا لفضل اللاعب الأوحد عليهم ولم يقبـّلوا يده كل صباح ومساء، وزاد بهم الطغيان إلى أن باتوا يتفوهون بأبشع الكلام وهو أن لهم شؤوناً داخلية يجب احترامها وعدم المساس بها! حتى وصل بهم الحال إلى أن يقولوا إن لهم حقاً مشروعاً في الدفاع عن النفس... فلن يغفر التاريخ أبداً للمارقين.
فضل عبدالحميد - القاهرة