تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي "سليفان شالوم" يوم الاثنين الماضي تحمل في طياتها صورة ضبابية عن أية تسوية محتملة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. الوزير الإسرائيلي أعرب عن رفضه القاطع لأي انسحاب آخر من جانب واحد، سواء في الضفة الغربية بما فيها القدس، ورفض عودة اللاجئين، وذلك قبل أن تنفذ حكومة شارون سحب قواتها من قطاع غزة. تل أبيب تضع سقفاً للتسوية وكأنها تقول للفلسطينيين: لا تأملوا في إنشاء دولة، وأن الانسحاب من غزة سيكون الأول والأخير.
هذه التصريحات لا تزيد المشهد المتوتر في الأراضي المحتلة إلا تعقيداً، وتجعل أي حديث عن التهدئة أو التسوية محض هراء.
وليسأل شالوم نفسه السؤال التالي: كيف يمكن لإسرائيل مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالضغط على الفصائل الفلسطينية وإجبارها على وقف إطلاق النار، في وقت يطلق فيه ساسة تل أبيب تصريحات محبطة، لن يستفيد منها سوى المتشددين اليهود؟
ومن الواضح أن إسرائيل لا تريد تسوية حقيقية للصراع، وإنما ترغب في كسب مزيد من الوقت للمماطلة والتسويف، والهروب من تطبيق القرارات الدولية.
عمرو محمود - دبي