إعلان تشكيل الحكومة اللبنانية يوم أمس الأول فتح الباب لإطلاق العملية السياسية التي تعطلت في لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق الشهيد رفيق الحريري ،ورغم قصر فترة الحكومة التي أعلنها ميقاتي والتي ضمت 14 وزيرا إلا أنها يمكن أن تكون البوابة الرئيسية لصناعة المستقبل اللبناني، وإذا نجحت في مهامها الرئيسية وهي :إعداد مشروع القانون الانتخابي الجديد وإجراء الانتخابات في موعدها المحدد وكشف الحقيقة في العملية الإرهابية التي أودت بحياة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ستمهد الطريق إلى ميلاد حكومة ''اتحاد وطني تضم جميع التيارات اللبنانية وتعبر عن مصالح الشعب اللبناني بكل أطيافه وطوائفه وألوانه السياسية·
حكومة ميقاتي التي قال إنها ''حكومة اللا أحقاد والانطلاق إلى المستقبل'' أمامها القليل من الوقت لإنجاز ملفات جد مهمة للخروج بلبنان من أسوأ أزمة عرفها هذا البلد منذ اندلاع الحرب الأهلية في العام 1975 والتي استمرت حتى العام 1990 وهذه الملفات التي كانت محل خلافات وتجاذبات بين الأحزاب اللبنانية و التي أوصلت لبنان إلى حالة الاحتقان التي يعيشها اليوم تدعو جميع الفصائل والأطياف والأحزاب اللبنانية بعد تشكيل الحكومة إلى التعاون وإبداء المرونة لاجتياز هذه المرحلة الحرجة والتعاون مع الحكومة بإخلاص لإنجاز مهمتها الوطنية ضمن المهلة الدستورية المقررة لإجراء الانتخابات في موعدها وليكون بعد ذلك القرار بيد الشعب اللبناني الذي سوف يحدد من خلال صناديق الاقتراع النواب الذين يمثلونه بعيدا عن الضغوط والمؤثرات سواء المحلية أو الخارجية،لا سيما وان الوقت الذي أمام الحكومة الجديدة ضيق جدا ويتطلب من الجميع العمل بجد و إخلاص لما هو في مصلحة لبنان بعيدا عن المصالح الآنية والمصالح الضيقة التي قد تجر لبنان إلى دوامات هو في غنى عنها في هذه المرحلة الحساسة،والخروج من حالة التوتر والغليان والتجاذبات الى حالة جديدة تضع جميع اللبنانيين أمام استحقاقات دعم استقرار لبنان والعودة بالحياة السياسية الى طبيعتها بعد حالة الفراغ السياسي التي عاشها عقب اغتيال رفيق الحريري ودعم الوئام والسلام الأهلى واطلاق عجلة التنمية والتأسيس لدخول المرحلة الجديدة وفقا للمعطيات السياسية الجديدة على الأرض·