مرة أخرى، سلّـطت الأحداث الجارية في إقليم خوزستان، جنوب شرقي إيران، الضوء على الأقلية العربية في إيران.
وفيما نفت السلطات الإيرانية وجود "الوثيقة" التي أطلقت شرارة المظاهرات، يُطالب سكان الإقليم بالحصول على حقوقهم الدستورية كاملة.
سلّـطت الأحداث الجارية في إقليم خوزستان، جنوب إيران، الضوء، ولو قليلا، على الأقلية العربية في إيران، والتي يتجاوز عددها الخمسة ملايين من العرب الأقحاح، الذين لا زالوا يتمنّـون أن يحصلوا على حقوقهم الدستورية وأن يُـنصفوا في ظل نظام الجمهورية الإسلامية، الذي قدّموا من أجل قيامه، الكثير من التضحيات.
مع أن دستور الجمهورية الإسلامية ينظر إلى عرب إيران على أنهم مواطنون من الدرجة الأولى، يحق لهم ممارسة طقوسهم الثقافية باللغة العربية، إلا أنهم يشكون من أن البنود المتعلقة بهذه الحقوق معطلة، رغم أنهم ممَـثـلُـون في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، وفي مجلس الخبراء المكلف بعزل أو تعيين قائد النظام (الولي الفقيه)، وحتى في الحكومة. ويُعد الأميرال علي شمخاني (التميمي)، وزير الدفاع الحالي، أعلى مسؤول عربي في الحكومة، ولكن هذا لا يكفي لإزالة الشعور القوي بالغبن والإحباط الذي يشعر به سكان الإقليم، الذي يكمن في أرضه مُـعظم احتياطي إيران من النفط والغاز.
وبات واضحا أن التطوّرات الجارية في العراق المجاور، بعد انتخاب زعيم كردي رئيساً للبلاد، تركت بصمتها بقوة على تحرّك القوميات الإيرانية، التي يتواجد فيها من يُخطط أو يُفكّر بالانفصال، خصوصا وأن الولايات المتحدة التي أصبحت تُحاصر إيران من جميع الجهات، والتي تدعَـم أو تؤيّـد على الأقل أي تحرك ضد النظام، تنظر إلى "تفكيك إيران، وتفجيرها من الداخل". سكان الأهواز وعموم سكان خوزستان يعتقدون أن التظاهرات هي للاحتجاج على سياسات الحكومة المركزية الرامية إلى تنفيذ مخططات تعديل التركيبة السكانية، ويؤكّدون أنها موجودة على الواقع، كبناء المستوطنات، وتهجير العرب إلى مناطق أخرى، وعدم تدريس اللغة العربية بالمدارس الابتدائية.
نجاح محمد علي- صحفي عراقي