بكل اهتمام وتقدير كنا نقرأ، ومنذ السبعينيات، موضوعات الكاتب والاعلامي العراقي محمد عارف في مجالات الآداب والفنون ومن ثم في العلوم والتكنولوجيا... في الصحف والمجلات والدوريات العراقية، وكذلك العربية. لكن لا يكاد يصدق بعض أصدقاء محمد عارف أن تكون كتاباته اليوم، هي ذاتها الرقيقة والأنيقة والموضوعية حتى أبريل 2003، حيث لم يكف منذ ذلك الحين عن الكتابة حول كل ما هو عنيف ودموي، وتحت راية "الدفاع عن الوطن"، وهو شعار عريض قد يجمع الموضوعي والمنحاز، والمقاوم والإرهابي، والقائمة تطول.
العجب - كل العجب - ساد أصحاب الأستاذ عارف ومحبيه خاصة، بعد متابعتيه الأخيرتين في صحيفة الاتحاد الاماراتية قبل أيام التي مجد في أولاهما تفجيرات أنابيب نفط العراق، والثانية محاولته تبرئة نظام صدام حسين من قتل وتعذيب، وربما حتى اعتقال العراقيين!
وبخصوص مقالته، المنشورة تحت عنوان "قصة محتالة بغدادية ضحكت على أميركا" والمنشورة في "وجهات نظر" بجريدة الاتحاد بتاريخ 31-3-2005، يتساءل أصدقاء المقربين منه: من هم قتلة ابن خالته الشهيد وصفي طاهر في شباط (فبراير) 1963؟ ومن هم قتلة عم زوجته، الشهيد جلال الاوقاتي في شباط (فبراير) 1963؟ ومن هو المسؤول عن اختطاف وتعذيب وقتل ابن عمه الشهيد سعدون علاء الدين عام 1979؟ ومن اعتقل، وعذب، وشرد الكاتبة والناشطة السياسية سعاد خيري، زوجة ابن عمه المناضل الوطني زكي خيري عام 1979؟ ومن قتل نسيبه الدكتور اسماعيل التاتار في أواخر الثمانينيات؟
تلك أسئلة مباشرة وصريحة نوجهها للكاتب والاعلامي العراقي محمد عارف، وهي مجرد وقائع مختارة، وفي الأرشيف المزيد - شملت أقرب المقربين له من عائلته على يد جلاوزة النظام البعثي السابق الذي يدافع عنه اليوم، لأسباب وقناعات نجهلها. مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن كل تلك الجرائم أعلاه لم يكن للاميركيين يد فيها لا من قريب أو بعيد.
ثائر الحديثي – بغداد