قبل فترة ليست ببعيدة طالعتنا وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بخبر اعتزام مواطنة أميركية مسلمة إمامة المصلين في صلاة الجمعة، ومن ثم خبر قيامها بالفعل بإمامة المصلين في صلاة الجمعة في إحدى الكنائس بالولايات المتحدة الأميركية بعد أن منعت من أدائها في المساجد. وكان جل المصلين من النساء مع حضور بعض الرجال. وكما استمعنا أيضاً لآراء وفتاوى صدرت عن علماء دين مسلمين وقد أجمعوا فيها على عدم جواز إمامة المرأة للرجال في الصلاة إلا أن بعضاً منهم قد وقع في المحظور وأجازها بشروط ثم عاد وتراجع عن الفتوى.
المهم في كل ذلك أن الجميع فطن هذه المرة للعبة ولم يشارك فيها بحيث لم يتبرع أحد بإصدار فتوى رخيصة وأهدر فيها دم المرأة المسكينة التي أمت الصلاة، ولم يتجرأ أحد بتكفيرها ومرت العاصفة بسلام، ولم يحدث ما حدث قبل سنوات عندما أهدر دم سلمان رشدي صاحب كتاب "آيات شيطانية" وآثار ذلك في حينها عاصفة من الانتقادات وانبرى المدافعون عن الحريات وحقوق الإنسان والحيوان في الغرب والشرق مدافعين عنه بشدة وصبوا جام غضبهم على الإسلام والمسلمين. ولم يفطن الكثير من عقلاء المسلمين في وقتها إلى أن الرجل كان نكرة ولم يكن معروفاً كمؤلف أو كاتب مبدع، ولولا كتابه المشؤوم والرخيص الذي أثار حنق المسلمين وأغضبهم بشدة ومن ثم صدور الفتوى الشهيرة من آية الله الخميني بإهدار دمه، ما كان ذكر اسمه لا من قريب ولا من بعيد، والدليل على صحة ذلك أن الرجل اختفى اسمه كما اختفى كتابه الرخيص ولم يعد أحد يذكره كمبدع أو مؤلف مرموق.
عبدالرحمن مبروك النهدي - أبوظبي