لم يكن وجود ومصير "حزب الله" مطروحاً بهذه الحدة على الساحة اللبنانية لولا الاستحقاقات المتتالية على هذه الساحة. ولكن في الآونة الأخيرة، وبعد انكشاف الأبعاد المحلية والإقليمية التي تقرر مواقف "حزب الله" ثمة ملاحظات أساسية تنطوي على تساؤلات، بدت أكثر إلحاحاً من أي وقت تتلخص بالآتي، أولاً: حاول "حزب الله" اختزال الصراع مع إسرائيل في الحزب نفسه، مما يعني محو صراع أبناء الجنوب الطويل مع هذا العدو ومقاومتهم ومعاناتهم قبل وبعد تواجد "حزب الله" سياسيا وعسكرياً.
ثانياً: نقل الصراع مع العدو الإسرائيلي من صراع جماهيري يفترض أن يضم اللبنانيين عامة وأهل الجنوب خاصة إلى صراع يفتح الباب إلى تدخل إقليمي يرتبط بمصالح دول إقليمية.
ثالثاً: أمام الاستحقاق الانتخابي الآتي في الأسابيع القادمة يدلي نواب وكوادر "حزب الله" بدلوهم ويطرحون مواقفهم حيال القانون الانتخابي مؤيدين لقانون انتخابي يعتمد المحافظة على أساس قاعدة النسبية، ولكن من حق الكل أيضاً أن يسأل: لماذا لا تطبق النسبية أيضاً في حق تمثيل المقاومة وحق حمل السلاح في مواجهة العدو الإسرائيلي في الجنوب على الجميع بحيث يتم تمثيل القوى والأحزاب بما فيها حركة "أمل" الشيعية والطوائف الأخرى المتواجدة على أرض الجنوب؟.
رابعاً: بعد التطورات المتلاحقة على الساحة اللبنانية هل يدرك قادة الحزب أن المعطيات الدولية دفعت سوريا إلى الرضوخ للمقررات الدولية؟ وهذا يفترض من قادة "حزب الله" فهم هذه المعطيات ويتخذوا القرار المتعلق بقضية سلاحه بحيث يأتي قراراً لبنانياً قبل أن يصبح إرغاماً دولياً، أو أن يقابل هذا الحزب مطالبته على صعيد الانتخابات بتطبيق قرار المحافظة على أساس القاعدة النسبية إلى القبول بحق المقاومة أيضاً على صعيد المحافظة بدءا من الجنوب, وكذلك تطبيق قاعدة النسبية في حق امتلاك السلاح المقاوم في الجنوب بحيث تتحول كل القوى المتواجدة على الأرض إلى حرس حدود ورديف شعبي وطني للجيش اللبناني وليس قوة وامتياز لطائفة أو حزب دون غيره.
شوقي أبو عياش- الشوف - لبنان