Foreign Affairs
منتدى دولي لحل المشكلات السياسية
قضايا سياسية عدة شملها العدد الأخير من دورية Foreign Affairs التي تصدر كل شهرين عن "مجلس العلاقات الخارجية" الذي يتخذ من نيويورك مقراً رئيساً له. الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، كتب مقالاً عن نشر الحرية في العالم استنتج خلاله أن التعامل مع التهديدات العالمية يستلزم تعاونا دولياً واسعاً وقوياً، ومن ثم يتعين على دول العالم تدشين نظام أمن جماعي لمنع الإرهاب والحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل، وإحلال السلام في مناطق النزاعات وتعزيز التنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وحسب "عنان" فإن مهمة الأمم المتحدة الخاصة بحفظ السلام يجب أن تُقرب العالم من اليوم الذي تمارس فيه الدول سيادتها بمسؤولية، وأن تنجح هذه الدول في حل مشكلاتها الداخلية قبل أن يتعرض مواطنوها أو مواطنو البلدان الأخرى إلى الخطر، وأن تُمكّن هذه الدول مواطنيها من اختيار نمط الحياة الذي يرغبون فيه. ويتعين على الأمم المتحدة أن توجه شعوب العالم نحو تطبيق ما أسماه بـ"معايير أفضل للحياة في ظل حرية أوسع".
وفي مقاله المعنون بـ"الحرية والعدالة في الشرق الأوسط الحديث"، أشار المؤرخ الأميركي الشهير "برنارد لويس" إلى أن تدشين نظام سياسي ديمقراطي في العراق أو في أي دولة أخرى بمنطقة الشرق الأوسط لن يكون أمراً سهلاً لكنه في الوقت ذاته ممكن، وثمة دلالات عدة على أن هذا النظام قد بدأ بالفعل.
وتحت عنوان "إجابة عالمية لمشكلات عالمية" كتب رئيس الوزراء الكندي "بول مارتن" مقالاً رأى خلاله أن "مجموعة العشرين" G20 التي تضم أهم دول الجنوب الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، ساعدت الدول الاقتصادية الكبرى على إجراء تحسينات طويلة الأجل في الاقتصاد الدولي. والآن ثمة دعوة لتدشين منتدى دولي جديد يُسمى (L20) الهدف منه القيام بالدور ذاته التي تلعبه مجموعة العشرين لكن من أجل حل المشكلات السياسية.
أما "سانفور جي. أنغر" الرئيس الأسبق لإذاعة "صوت أميركا"، فحذر من أن هذه الإذاعة التي وصفها بأفضل أداة أميركية في مجال الدبلوماسية العامة، أصبحت الآن هدفاً لعملية تقليص منتظمة، وذلك على الرغم من أن هذه العملية تتم في وقت تتعرض فيه صورة الولايات المتحدة في الخارج للاهتزاز، لذا يتعين على واشنطن الاهتمام بهذه الإذاعة مجدداً، وإلا ستواجه موجة أكبر من العداء في الخارج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"آفاق افريقية": ماشاكوس والشتات الإفريقي
نطالع في العدد الأخير من دورية "آفاق افريقية" (فصلية تعنى بقضايا القارة)، مجموعة من الدراسات في مقدمتها دراسة عن "اتفاق السلام النهائي في السودان"، يتساءل كاتبها سالي هاني: ما هي طبيعة بروتوكولات سلام جنوب السودان التي وقع آخر بروتوكولين منها مطلع العام الجاري؟ وما هي سلبياتها وإيجابياتها؟ وما هي التحديات الماثلة إمام السودان حتى الآن؟ وماذا بقي لتحقيق سلام السودان الحقيقي؟ ويعتقد الكاتب أن بروتوكول مشاكوس كان نقطة تحول مهمة فتحت الباب أمام إمكانية الوصول إلى نهاية للحرب الأهلية التي يعيشها السودان منذ عام 198، فقد نص على إجراء استفتاء في الجنوب لتقرير مصيره، وعلى أن وحدة السودان المبنية على إرادة الشعب والقائمة على الحكم الديمقراطي هي أولوية للطرفين. ثم جاءت وثيقة ناكورو لتضع قسمة للسلطة والاقتصاد، بعدها نص اتفاق أبشي على وقف فوري لإطلاق النار، جاء بعده اتفاق نيفاشا ليجتاز أهم العقبات نحو توقيع الاتفاق النهائي. إلا أن نجاح الحكومة وحركة التمرد في توقيع الاتفاق النهائي، لا يعني، في نظر الكاتب، الوصول إلى نهاية المطاف؛ فالمشكلات الداخلية ستنكشف على الأرض في صورة مختلفة، خاصة أن الجماعات والقوى التي تم استبعادها من الاتفاق ستعمل على الصياغات الجديدة.
وتتتبع دراسة أخرى للدكتور أحمد كمال راوي تاريخ "يهود الفلاشا بين إثيوبيا وإسرائيل"؛ مقسما إياه إلى أربع مراحل؛ أولاها تبدأ من عهد بلقيس ملكة سبأ وحتى القرن الرابع عشر عندما سقط حكم الأسرة الأكسومية في إثيوبيا، تليها فترة الصراعات التي استمرت حتى القرن السابع عشر، ثم الفترة الحديثة التي بدأت في ذلك التاريخ واستمرت حتى عام 1860، تليها الفترة المعاصرة والممتدة حتى عملية سليمان عام 1991. ويقارن الكاتب بين أوضاع الفلاشا في إثيوبيا وبين أوضاعهم في إسرائيل؛ قائلا إنهم في الأولى عاشوا داخل قراهم حياة بدائية بسيطة وصعبة للغاية وكانت علاقتهم مع المجتمع المحيط ضعيفة وواهنة، فدفعهم ذلك إلى التطلع للهجرة إلى إسرائيل أملا في حياة أفضل تحقق لهم سعة العيش والرفاهية الاقتصادية والمستوى المعيشي الأفضل! بيد أن تقارير كث