على الرغم من الإعلان الرسمي من الجانبين السوري واللبناني عن خروج آخر جندي سوري، وانتهاء عملية انسحاب القوات السورية من لبنان الذي دخلته منذ 29 عاما بموجب اتفاقية الطائف لتحقيق الاستقرار والأمن ووضع حد للحرب الأهلية هناك، فإن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية أعلنت بالنص:"من الواضح أن سوريا تقوم بسحب قواتها من لبنان إلا أنه من الواضح أيضا أن تلك العملية ليست كاملة".
وادعت المتحدثة باسم الخارجية أنه لا تزال هناك عناصر من القوات المسلحة السورية واستخباراتها العسكرية هناك. ما معنى ذلك؟ إن ذلك يعيد إلى الأذهان التصريح الذي أدلى به الرئيس السوري بشار الأسد منذ فترة وتحديدا عندما اشتد الضغط الدولي والإقليمي على سوريا كي تقوم بسحب قواتها من لبنان إذا قال:"حتى لو سحبنا كل قواتنا من هناك فإن أميركا لن يعجبها الحال وستقول إن ذلك ليس كافيا وستطالب بالمزيد". هل كان الرئيس السوري يعلم أن ذلك هو الذي سيحدث فتعمد أن يترك في لبنان بعض عناصر الاستخبارات العسكرية - كما تزعم المتحدثة باسم الخارجية الأميركية- لكي يظل محتفظا ببعض الأوراق لديه?، أم أنه أكمل الانسحاب تماما حسب الإعلان الرسمي من الجانبين السوري واللبناني، ولكن أميركا تعلن عدم رضاها عن ذلك لأن لديها هدفاً أكبر من هدف إخراج سوريا من لبنان وهو إخضاع سوريا تماما كي تخلو الساحة لإسرائيل، وتزيل عقبة من العقبات الرئيسية التي تقف حائلا دون تنفيذ الأجندة الأميركية في الشرق الأوسط؟ يتعين علينا الانتظار قليلا كي نعرف الإجابة على هذا السؤال؟.
زياد ناصر- لبناني مقيم بالبحرين