العبرة من الصين وتايوان
الأنباء الواردة من الصين، حول اللقاء الذي جمع قادة الحزب الشيوعي الصيني بوفد المعارضة التايوانية الذي زار بكين قبل يومين لإجراء محادثات وصفت بالتاريخية، تدل على وعي الشعبين الصيني والتايواني لعمق الصلة بينهما. فالصين بحسب الأعراف التايوانية هي أمٌ وعلى الجميع في تايوان أن يعرف مدى القرب منها وأهميته على الصعيدين الدولي والثنائي.
ولعل ما اعترى العلاقات الصينية التايوانية في الآونة الأخيرة من خلافات وشوائب قد تكشفت أسبابه الحقيقية، وتبينت نتائجه المخيفة للشعبين اللذين يصعب التفريق بينهما، فكيف يمكن التفريق بين الابن وأمه؟!
اليوم وبعد أن خرج الوفد التايواني الضيف من اجتماعاته مع المسؤولين الصينيين ازدادت العلاقات بينهما قوة، وفجر الاجتماع قنبلة في وجه من كان يسعى لتفريق تايوان عن بكين، حيث وافق الطرفان في المحادثات على إقامة "سوق مشتركة" بينهما والعمل من أجل التوصل إلى اتفاقية لإنهاء العداء بينهما، وقد قال الزعيم الصيني "هو جينتاو" إن هذه المحادثات أعطت العلاقات بينهما شحنة من الحيوية. وأعتقد أن مثل هذه المحادثات لا تأتي من فراغ، فكلاهما يعلمان أنهما مستهدفان من جهات خارجية لا يمكنها التصريح بذلك، ولكن يمكنها القيام بأفعال للتفريق وخلق العزلة للصين ولتايوان على حد سواء.
إن الوعي لدى الجانبين الصيني والتايواني يبعث على الاحترام وعلى الغيرة في ذات الوقت. فالعربي وهو يقرأ عن أخبار الصين وتايوان وكيف تتقاربان في وقت تسعى أكبر قوى العالم إلى تفريقهما، وتتحديان المخرز بالكف كي تثبتا للعالم كله أن ثمة طرائق للتحدي والصمود والتغلب في النهاية، ومن أهمها الاتحاد، يتمنى لو أن نأخذ عبرة من التجربة ونتقارب كي ندفع البلاء عنا ونصبح قوة في وجه "الآخر".
محمد فارس - الأردن