تحمل الجريمة الإرهابية البشعة التي اغتالت الصحافي اللبناني الزميل سمير قصير يوم أمس في حي الأشرفية في بيروت بعبوة ناسفة في هذه الأوقات بالذات العديد من الرسائل الخطرة التي يراد منها زعزعة الاستقرار والأمن والسلام الاجتماعي في لبنان ومصادرة الحريات وتكميم الأفواه وتعطيل العملية الديموقراطية التي يخوضها الشعب اللبناني بامتياز عقب الجريمة البشعة التي استهدفت رئيس الوزراء اللبناني السابق الشهيد رفيق الحريري والتي دخل لبنان عقبها مرحلة جديدة وعملية سياسية غير مسبوقة وضعته على عتبة مرحلة جديدة واستحقاقات جديدة بكل ما تحمله من مفاهيم وقيم عليا يعمل اللبنانيون خلال هذه المرحلة على ترسيخها وإطلاقها عبر صناديق الاقتراع، ولا شك أن الأيدي الآثمة التي زرعت الموت لإسكات الصحافي اللبناني سمير قصير وتغييبه عن ساحة الرأي والحرية، هي نفسها التي اغتالت رئيس الوزراء اللبناني السابق الشهيد رفيق الحريري وهي التي حاولت زرع الخوف والرعب والفتنة بين اللبنانيين عبر سلسلة من التفجيرات المتفرقة التي طالت عددا من المناطق في لبنان خلال الآونة الأخيرة والتي كانت تستهدف في وقتها تعطيل العملية الديموقراطية وتعطيل الاستحقاق الانتخابي الذي يخوضه اللبنانيون اليوم، واغتيال قصير في هذه الآونة بالتأكيد يستهدف وحدة الشعب اللبناني ويستهدف أيضا إنجازاته السياسية والاجتماعية والأهلية بالإضافة إلى إشاعة أجواء عدم الاستقرار الأمني والخوف في نفوس اللبنانيين الذين أثبتوا قدرتهم عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق الشهيد رفيق الحريري على أنهم يتمتعون بقدر عال من المرونة والقدرة على التعامل بحكمة مع الظرف السياسي الذي يمر به وطنهم وهو يخوض اليوم استحقاقا مهما من أجل التعبير عن تطلعاته إلى المستقبل·
ونأمل أن يتعاطى اللبنانيون مع هذه الجريمة بما يؤكد وعيهم وحرصهم على المضي بالعملية الديموقراطية والسياسية في البلاد إلى مرافىء الأمان والاستقرار والتوحد حول الوطن اللبناني الذي هو بحاجة اليوم إلى كل السواعد اللبنانية ليواصل نهوضه وهو يمتلك المناعة والقوة والحصانة من مثل هذه الأعمال الإجرامية ومن يقف وراءها أيا كان خصوصا وان أعداء الحرية والديموقراطية لن يتركوا الشعب اللبناني في هذه المرحلة الحساسة وشأنه وسيعملون بكل ما أوتوا من قوة وحقد وشر لتعطيل مشروعه الحضاري· فالمستهدف من وراء مثل هذه الأعمال المدانة هو الشعب اللبناني والمشروع الحضاري اللبناني، واغتيال الرموز اللبنانية والشخصيات التي تدافع عن هذا المشروع ما هو إلا رسائل يحاول عبرها الإرهابيون أن يعطلوا المسيرة التي يخوضها اللبنانيون بكل طوائفهم بوعي وحكمة واقتدار، ونأمل أن تكلل هذه المسيرة بالنجاح ليحقق اللبنانيون أهدافهم المشروعة ويبنوا مستقبلهم بأيديهم·