ما الذي تحقق حتى الآن من أهداف رسمها المخططون لأحداث 11 سبتمبر؟
أولاً: توجيه ضربة تكاد تكون قاصمة للوجود العربي في العالم الغربي· فبعد أن أخذ هذا الوجود يتعزز نتيجة للطاقات التي يتمتع بها العرب والمراكز التي بدأوا يحتلونها في مختلف نواحي الحياة، اعتبرت الدوائر الصهيونية التي تستفرد بالسيطرة والنفوذ في الدول الغربية أن الوجود العربي المتنامي قد يشكل في المستقبل نواة لمراكز قوى تنافس المراكز الصهيونية أو تفضحها· ونحن نشاهد الآن كيف أدت أحداث سبتمبر و-بسحر ساحر إلى تحويل الدول الغربية التي تعتبر نفسها قلاعاً للديمقراطية والحرية- إلى أجهزة قمع وملاحقة لكل ناطق بالعربية ولكل من يعتنق الإسلام، علماً بأن هؤلاء جميعاً لا تربطهم أية صلة بجريمتي نيويورك وواشنطن· وسيبقى شبح 11 سبتمبر يلاحق العرب والمسلمين في كل مكان إلى وقت طويل·
ثانياً: أدت أحداث 11 سبتمبر إلى تحويل المقاومة الفلسطينية ضد احتلال إرهابي وحشي إلى عمل إرهابي عربي· وهذا كاد يفقد المقاومة الفلسطينية شرعيتها في العالم· ومرة أخرى و بعصا سحرية استغلت الدوائر الصهيونية هستيريا الإرهاب التي سيطرت على الغرب ولا سيما في الولايات المتحدة من أجل تحويل الضحية إلى مجرم، والمجرم إلى ضحية· وهكذا اكتسبت إسرائيل يداً طليقة لمواصلة حملة التصفية ضد الشعب الفلسطيني تحت شعار مقاومة الإرهاب ·
سمير جبور - كندا