تحت عنوان "مصير قصير" نشرت "وجهات نظر" يوم الأربعاء 8-6-2005 مقالاً للأستاذ محمد الحمادي، وضمن تعقيبي على هذا المقال، أرى أن الكاتب أتحفنا بحقائق ومعلومات مهمة. وبعد أن يقرأ الإنسان هذه المعلومات، الواردة ويتمعن فيها سيعرف فوراً لماذا نحن أمة مهزومة عسكرياً وحضارياً وثقافياً وعلمياً حتى اجتماعيا. إن اضطهاد الصحافة والكلمة الحرة في العالم العربي ستكون له آثار سيئة جداً على المستوى البعيد وستتكاثر السيئات ويتجذر النفاق.
في الدول الغربية الصحافة هي السلطة الرابعة، هذا إن لم تكن الأولى أحياناً. الصحفي له حقوق تفوق أحياناً حقوق الزعماء والقادة. ومعظم الزعماء في العالم الحر يحسبون ألف حساب عندما يصطدمون مع الصحافة. بهاء لبنان وميزته التي تميز بها عن كل الدول العربية هي صحافته الحرة. هذه الميزة نراها اليوم في دول الخليج العربي مما يبشر بالخير، ويؤكد على نضج حكام هذه المنطقة التي استطاعت وبفترة قصيرة من عمر الزمن أن تنطلق صحافياً وثقافياً بحرية مقبولة مع الحفاظ على التقاليد العربية والإسلامية وتطويرها أحياناً، لأن التقاليد إذا لم تتطور مع روح الزمن تتحول إلى أمراض مستعصية.
ويبقى اضطهاد الفكر الحر والصحافة والكلمة الجريئة إحدى الأمراض العربية المتأصلة منذ مقتل بشار بن برد والحلاج وابن المقفع وفرج فودة وسليم اللوزي ورياض طه وسمير قصير!.
سعيد علم الدين- برلين