تابعت مقالة د. سيد القمني المعنونة بـ"البنوك الربوية هل هي ربوية؟" المنشورة في "وجهات نظر" الخميس 16-6-2005، وبصرف النظر عن قيمة المقالة العلمية، فقد أدهشتني اللغة التي استخدمها الدكتور والعبارات التي استخدمها مثل: "البنوك التي أطلقت اللحية وقصرت الجلباب ولبست النقاب"، وذلك في وصف البنوك الإسلامية، ومقابلته بين البنوك "الملتحية المتحجبة" والبنوك "السافرة الخليعة". واتهام لجان الفتوى الشرعية للشركات الإسلامية بأنهم من الدراويش أصحاب البركات الذين ينالون العطايا والهبات المالية نظير تبريكهم ورعايتهم، فاستحقوا ما لهفوا من أموال الفقراء! حسب الكاتب، واتهام الشركات الإسلامية بالنصب العلني على المسلمين، وأعحب من ذلك كله، دعوة الكاتب للقراء بمشاركته في هذا البحث العقلي!
ولا شك أن الدكتور من الملمين بأسس البحث العلمي وضوابطه. وكما يعلم فليس من تلك الأسس الاستفزاز، ولا أحسب أن قارئاً يحترم عقله سيلقي بالاً إلى مقالة كهذه، وهي مُصدرة ومختومة بمثل تلك العبارات.
وإذا كان هدف الدكتور إجهاض التجربة الإسلامية، وصد الناس عنها، فلا أظن أنه وفق في الأسلوب الذي انتهجه، لا سيما وأن شريحة كبيرة من المتعاملين مع البنوك الإسلامية من الفضلاء الملتحين، والفضليات المحجبات. ومن ثم فإن قضيته خاسرة بكل المقاييس العلمية.
ولا أريد أن أدافع عن العلماء القائمين على لجان الفتوى الشرعية والذين يحصلون على مكافآتهم المالية نظير جهدهم العلمي المقدر، ولا يلهفون أموال الفقراء كما عبر الكاتب، فهم أقدر مني على الرد، فمنهم حملة الدكتوراه، ومن نالوا درجة الأستاذية في مجال تخصصهم. ولعلهم يكتفون بالمقولة الشائعة "فخير من إجابته السكوت".
ومع تقديرنا لحرية الكلمة، والرأي، فنأمل من الكاتب أن يحترم عقول قارئيه، إنْ لم يراع مشاعر المسلمين.
د. أحمد محمد أحمد الجلي- جامعة أبوظبي