في كتابه الجديد الذي نقوم بعرضه هنا وعنوانه:"العد التنازلي للأزمة: المواجهة النووية القادمة مع إيران" يقوم "كينيث آر تيمرمان" الصحفي بـ"نيويورك تايمز"، الذي يتمتع بخبرة طويلة في شؤون الشرق الأوسط، والإرهاب، والانتشار النووي، استمدها من خلال عمله كمراسل للعديد من الصحف والمجلات الأميركية الكبرى مثل "النيوزويك"، و"وول ستريت جورنال" و"ريدرز دايجست" وغيرها... والذي قام بتأليف العديد من الكتب التي حققت أعلى أرقام المبيعات ومنها على سبيل المثال لا الحصر "الخيانة الفرنسية لأميركا" و"ولوبي الموت: كيف قام الغرب بتسليح إيران?" و"المبشرون بالكراهية: الإسلام والحرب على أميركا"، يقوم بكشف النقاب عن أخطر تهديد تواجهه الولايات المتحدة في الوقت الراهن، وهو التهديد الذي تمثله إيران المسلحة نووياً، والمرتبطة ارتباطا وثيقا بالإرهاب الدولي، والمصممة على إلحاق الأذى بأميركا بأي وسيلة كانت - كما يقول تيمرمان.
ويقوم المؤلف أيضا مستفيدا في ذلك من قدرته على الإطلاع على وثائق كانت مصنفة في السابق كوثائق سرية، ومن قدرته على الالتقاء مع بعض المنشقين والمسؤولين الإيرانيين السابقين في الولايات المتحدة وغيرها من الدول، وعلاقاته الوثيقة مع مصادر رفيعة المستوى في الحكومة الأميركية وأجهزة الاستخبارات المختلفة بها، بكشف النقاب عن بعض الحقائق المزعجة لأميركا ومنها أن البرنامج النووي الإيراني أكثر تقدما بكثير مما كانت تعتقد، أو تريد أن تعتقد... وأن نظام الملالي في طهران قد قام بتقديم دعم قوي لأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة في الماضي، وأنه لا يزال يواصل تقديم هذا الدعم حتى الآن. بيد أن الشيء الأكثر إثارة لمخاوف الشعب الأميركي والذي يكشف عنه المؤلف هو تلك الوثائق التي يضمنها كتابه والتي تكشف عن غرور أجهزة الاستخبارات الأميركية المختلفة، وعدم كفاءتها، وإهمالها، وتغاضيها المتعمد عن بعض الحقائق، والتي أدت إلى الحيلولة بين الولايات المتحدة وبين التعامل مع الخطر الإيراني بما يستحقه من اهتمام في الوقت المناسب إلى أن أصبح الوقت متأخرا كثيرا. بالإضافة إلى ذلك سنقرأ في هذا الكتاب أيضا عن:
- أول وصف من الداخل لبرنامج إيران السري، والذي يكشف عن أن إيران ربما تملك بالفعل مواد تكفي لتصنيع ما بين عشرين إلى خمس وعشرين قنبلة نووية.
- المواقع السرية التي كانت إيران تؤوي فيها أسامة بن لادن وغيره من زعماء وأعضاء تنظيم القاعدة، والتي يتم فيها الآن رسم المخططات لشن هجمات إرهابية جديدة ضد أميركا وحلفائها.
- الكيفية التي تجاهلت بها الاستخبارات الأميركية بشكل مستمر التحذيرات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، والكيفية التي أضاع بها مسؤولو الأمم المتحدة الفرص المتتالية لإغلاق هذا البرنامج وانخراطهم بدلا من ذلك في مباحثات ومفاوضات لم تؤدِّ إلى شيء على الأقل حتى الآن.
- الأدلة الجديدة المذهلة عن ضلوع إيران في مؤامرة الحادي عشر من سبتمبر بما في ذلك الوثائق التي حاولت السي. آي. إيه حجبها عن اللجنة المكلفة بالتحقيق في أحداث ذلك اليوم المشؤوم.
- الكيفية التي قام بها منشق إيراني بتسليم السي آي إيه- قبل وقوع الحادي عشر من سبتمبر بشهرين كاملين- تحذيرا من شن هجوم ضخم على الولايات المتحدة - محددا فيه يوم الهجوم بالضبط، وكيف أن الوكالة لم تهتم بهذا التحذير في حينه بل ولا تزال تنكره حتى الآن.
- رواية من مصادر داخلية مطلعة عن الكيفية التي قامت بها إيران بالتوجه إلى كوريا الشمالية التي تشكل الضلع الثالث من محور الشر الذي كان يضم إيران والعراق، وذلك للحصول على مساعدات في مجال تصنيع الأسلحة النووية اعتبارا من عام 1992.
- الكيفية التي تعاونت إيران بها سرا مع شبكة العالم النووي سيئ الصيت عبدالقدير خان وكيف قامت دول أوروبية وآسيوية بمساعدتها على ذلك مثل ألمانيا وسويسرا وروسيا والصين.
- كيف أصيب عضو كونجرس أميركي بالإحباط بسبب رفض وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية التصرف إزاء المعلومات التي وفرها لها عن وجود بن لادن في إيران إلى درجة أنه قام باستئجار عميل خاص وعده بمكافأة ضخمة إذا ما قبض على زعيم القاعدة.
- الكيفية التي يواصل زعماء إيران بها تمويل المتمردين في العراق الذين يخوضون حربا شرسة لإفشال المشروع الأميركي في العراق بما في ذلك زعيم هؤلاء المتمردين الإرهابي أبومصعب الزرقاوي.
وللحصول على كافة التفاصيل المتعلقة بقصة نظام طهران الإسلامي الراديكالي، يجوب المؤلف المعمورة طولا وعرضا مستفيدا في ذلك من خبرته في العمل كمراسل متخصص في التحقيقات الصحفية، ويصطحب القارئ - على الورق- إلى اجتماعات الإرهابيين السرية في طهران، وإلى الاجتماعات المتوترة في البيت الأبيض، وإلى الموجزات التي تتم إذاعتها في موقع غامض من مواقع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السي.آي إيه في أذربيجان، وإلى المواجهات الدبلوماسية في أروقة الكرملين، وإلى غير ذلك من المواقع التي قام بزيارتها من أجل كشف