إعلان دولة الإمارات يوم أمس الأول عن استعدادها لكفالة خمسة آلاف يتيم خلال الكلمة التي ألقاها معالي محمد بن نخيرة الظاهري وزير العدل والشؤون الإسلامية أمام المؤتمر الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في صنعاء يؤكد على نهج الإمارات الإنساني الذي أرساه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" ويواصل السير عليه ويعززه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله ورعاه" لتقديم المساعدة ونجدة المحتاجين في أنحاء العالم خصوصا في العالم العربي والإسلامي.
لقد أرست دولة الإمارات العربية المتحدة انطلاقا من هذه السياسة الحكيمة نهجا متفردا ومفهوما جديدا للعمل الإنساني والخيري وامتدت أياديها البيضاء إلى الأشقاء خصوصا في القارتين الأفريقية والآسيوية وأقامت مشاريع تنموية في عدد من هذه البلدان لدعم مسيرتها التنموية وإيجاد مصادر جديدة للدخل واستثمار الموارد في هذه البلدان لتشكل دخلا إضافيا يساهم في رفع مستوى المعيشة ويخفف من وطأة الفقر والحاجة على مواطني هذه الدول.
وأسست دولة الإمارات العربية المتحدة مؤسسات خاصة لإدارة هذه الأعمال الإنسانية التي أضحت اليوم حول العالم, وتعتبر مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتية نموذجين رائدين للعمل الخيري والإنساني ليس في العالم العربي والإسلامي فحسب بل على مستوى العالم ووصلت مشاريعهما إلى مشارق الأرض ومغاربها, وقدمت المؤسستان مفاهيم جديدة للعمل الإنساني تستند إلى دعم الدول الأكثر فقرا والأكثر حاجة وساهمتا في الكثير من المشاريع التي وفرت فرص التعليم والعمل والخدمات الصحية كما ساهمت المؤسستان في خلق بيئات صحية جديدة تدعم الإنتاج وتوفر مصادر جديدة للدخل وتعزز فرص الأمن والاستقرار في هذه الدول. وقد قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مساعدات تنموية كبيرة للدول النامية في شكل منح وإعانات وصلت نسبتها إلى 3,5 % من إجمالي ناتجها القومي وذلك بهدف تعزيز مصادر تمويل التنمية في هذه الدول وتعزيز فرص الأمن والاستقرار.
وكان لهذه التجربة الإنسانية الفريدة التي تقودها الإمارات بنجاح منقطع النظير, إضافة إلى تخفيف وطأة الفقر ومساعدة المحتاجين حول العالم, أثرها في إثراء الحوار الإنساني والحضاري بين الإمارات ودول العالم, كما جعلت من دولة الإمارات عنوانا للتعايش والنجدة والعطاء، وعنوانا للسياسة الرشيدة والحكيمة التي تدعم الأمن والسلم الدوليين.