الدكتور أحمد الجلبي الذي تسلم مطلع الشهر الجاري الرئاسة الدورية لمجلس الحكم الانتقالي العراقي، هو أحد أبناء العراق، لا أحد يمكنه التشكيك في مواطنته، ولو أنه عاش خارج العراق أربعين عاماً، ويحمل جواز سفر بريطانياً في الوقت الحالي· وهو شخص أكاديمي مرموق ورجل أعمال ناجح يشرف بشخصه كل العراقيين· لكن الجلبي تحول من التجارة والعمل المصرفي إلى السياسة في مطلع التسعينيات ليعلن نفسه معارضاً قوياً للرئيس العراقي السابق صدام حسين· وإثر ذلك أنشأ الجلبي تنظيماً سياسياً مولته الولايات المتحدة، وظل يبذل كل ما بوسعه لإقناع الأميركيين بغزو العراق، وزودهم بالخطط والوثائق التي حاول من خلالها إدانة بلاده بامتلاك أسلحة محرمة دولياً· وعندما بدأ الغزو الأميركي للعراق، جاء الجلبي محمولاً على مقاتلات المارينز· وظل يزود قوات الغزو بمعلومات حساسة حول الأمن الاستراتيجي والقومي للعراق· ووصل هذا الاتجاه بالجلبي أن أصبح يقدم نصائحه للأميركيين علناً بواسطة وسائل الإعلام· لكنه لم يوصِ بإنهاء الاحتلال وتوفير الديمقراطية والحرية للعراقيين، وإنما بتنفيذ اعتقالات واسعة ضد المواطنين وإلقاء القبض على كل أقرباء البعثيين السابقين ومن يتعاطف معهم، وإغلاق المدن وتسريح كل الموظفين الذين يشتبه في تعاطفهم مع النظام السابق··· فما الذي عاد الجلبي يحمله إلى بلده العراق، وهو قادم على دبابة أميركية، غير هذه الوصايا والدعوات؟
عزيز حماد - بغداد