أميركا والمأزق العراقي
هل أصبحت جعبة واشنطن خالية من أي جديد ينقذ العراق من محنته؟ قد تكون الإجابة نعم، فكل ما تقوم به الإدارة الأميركية الآن هو الدفع بالعراق نحو عملية سياسية تنتهي وفق جداول زمنية حددتها واشنطن سلفاً. لكن واقع العراق ومجريات الأحداث على الأرض لا تنسجم مع أجندة المواعيد الأميركية، فالدستور تمت صياغته على عجل، والاستفتاء عليه يتم أيضاً في توقيت لا يضمن أن العراقيين سيتفقون على بنوده.
إذن الوضع شائك وأميركا يهمها في نهاية الأمر الإعلان عن "إنجازات" آنية في العراق، سرعان ما تتبخر جراء أعمال العنف والإرهاب التي تطحن العراقيين ليل نهار.
أميركا نجحت عسكرياً في إسقاط صدام خلال فترة وجيزة، لكن الورطة السياسية بدت مستعصية على ساسة واشنطن، وبدا واضحاً أنه لا يزال وقت طويل أمام العراقيين كي يحققوا التوافق السياسي المطلوب، خاصة في ظل توتر سياسي وشحن طائفي وصراعات مصالح إقليمية تدور على أرض العراق.
ما يهم العراقيين الآن هو الأمن وتأمين لقمة العيش وممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، أما التمسك بمواعيد صارمة لفرض دستور جديد أو برلمان جديد أو حكومة جديدة فربما يسفر في نهاية الأمر عن نتائج سلبية، أو بالأحرى يقود العراق إلى مشكلات أشد تعقيداً. والأفضل أن تشجع واشنطن أطياف العراق السياسية على الجلوس معاً ومناقشة كافة الأمور، كي تضمن الولايات المتحدة عدم وقوع حرب أهلية إذا سحبت واشنطن قواتها من العراق.
عماد محمود- أبوظبي