الجاهزية هي الحل
إعصار "كاترينا" بما حمله من مآس ومشكلات، يضع إدارة الرئيس بوش أمام ضغوط جمة، أهمها انتقادات خصومه السياسيين من داخل الولايات المتحدة وخارجها. لكن كان بمقدور الرئيس بوش تفادي جميع الانتقادات سواء من الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز أو من بعض "الديمقراطيين" وأنصارهم في وسائل الاعلام الأميركيين، من خلال رفع درجة جاهزية المؤسسات الأميركية المعنية بإدارة الأزمات والكوارث.
صحيح أن لدى أميركا أساطيل وحاملات طائرات، لكن تأمين الجبهة الداخلية من الأزمات لا يحتاج سوى استنفار المؤسسات المعنية بالإغاثة واخلاء المنكوبين وتوفير الدعم اللوجستي للمناطق التي ضربتها الكارثة. فمن غير المقبول أن تقع الولايات المتحدة بعنفوانها الاقتصادي والعسكري والتقني في أخطاء نراها تقع في الدول النامية.
اعصار "كاترينا" كشف مدى هشاشة المؤسسات المحلية والفيدرالية المسؤولة عن مواجهة الكوارث، فاللجوء إلى نشر قوات الحرس الوطني، لإجلاء المنكوبين، يضع علامات استفهام كبرى على مدى قدرة الأميركيين على التنبؤ بالكوارث الطبيعية.
لا حل إذن للدولة العظمى سوى تكثيف الجهود وتوفير الدعم المالي لوكالة الطوارئ الفيدرالية، كي يتم تعزيز جاهزية الأميركيين لمواجهة غضب الطبيعة.
حسن عبد الوهاب- دبي