بين الفينة والأخرى يتحدث المسؤولون الإسرائيليون عن مستوطنات جديدة في الضفة الغربية، أو توسعات جديدة لمجمعات استيطانية قائمة بالفعل. هذه السياسة تدمر عملية السلام برمتها، وتضع عراقيل خطيرة أمام أية تسوية محتملة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. الاستيطان يوجد واقعاً جديداً ويخلط الأوراق، ويربك عملية السلام. ومع ذلك تصر الدولة العبرية على التمسك بالمستوطنات وكأنها تريد الضغط على الفلسطينيين بنشر بؤر استيطانية خبيثة على الأراضي المحتلة. ورقة المستوطنات هي ورقة وهمية تحاول من خلالها تل أبيب الهروب من تنفيذ القرارات الدولية، واستجداء عطف المجتمع الدولي، من خلال المطالبة بدعم مالي لتعويض المستوطنين الذين يتم إخلاء مستوطناتهم.
إنها لعبة مكشوفة، ويجب أن تدرك القيادة الإسرائيلية، أن شارون الذي يصفه البعض بـ"أبو المستوطنات" و"عرابها" في إسرائيل، تخلى عن مستوطنات غزة، ما يؤكد أن هذه المستوطنات ليست إلا حجة وشماعة تعلق عليها الحكومات الإسرائيلية تلكؤها في تنفيذ القرارات الدولية. المستوطنات ألغام ستنفجر عاجلاً أم آجلاً في وجه من مرورا قرار بنائها أو من طالبوا بتدشينها على أرض محتلة ستعود يوما ما لأصحابها الأصليين.
المستوطنات لن تغير الواقع الديمغرافي في الضفة الغربية، ولن تضمن الأمن لإسرائيل، فمتى يدرك ساسة تل أبيب هذه الحقيقة؟
أحمد ربيع- أبوظبي