في مقاله المنشور يوم أمس الأربعاء في "وجهات نظر" حلل الدكتور خالد الدخيل الموقف الباكستاني الأخير المتمثل في الاعلان عن البدء في علاقات بين إسلام أباد وتل أبيب. الدكتور خالد توصل إلى استنتاج مهم هو أن "الشارع الباكستاني يبدو مدركاً بأن الوضع العربي مهلهل ولا يستحق حتى مظاهرة". العرب لم يعد لهم حضور دولي فاعل، والنتيجة أن الدول الإسلامية التي اتخذت في العقود الماضية مواقف عدائية تجاه إسرائيل، ها هي اليوم تراجع نفسها، كما في النموذج الباكستاني، ليقول لسان حالها: ماذا ربحنا من مقاطعتنا للدولة العبرية؟ وهل يمكن التغاضي عن دولة نافذة في النظام العالمي كإسرائيل؟ أعتقد أن هذه الأسئلة دارت في مخيلة صناع القرار في باكستان، والنتيجة أننا اليوم أمام نهج جديد تقدم عليه إسلام أباد، التي تريد أن تعزز علاقاتها بالولايات المتحدة، وأن تحتوي آثار العلاقات الهندية- الإسرائيلية المتنامية، من خلال تدشين علاقات مع تل أبيب.
العرب في أمس الحاجة اليوم إلى بلورة موقف جماعي تجاه التسوية مع إسرائيل، فمن الواضح أن تل أبيب تنتهج سياسات أحادية سواء في تعاملها مع الفلسطينيين، أو مع أي طرف عربي آخر، وأصبحت بذلك ممسكة بزمام المبادرة، لأن العرب يفضلون دائماً منطق رد الفعل، وهو منطق سلبي لا يخدم أية قضية، ولا يحسم أي صراع.
العرب منقسمون على أنفسهم، بين دول دشنت علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل ودول اكتفت حتى الوقت الراهن بمكاتب تمثيل تجاري، وأخرى ليس لها أية علاقات مع إسرائيل. ومن ثم يصعب التوصل إلى موقف عربي موحد تجاه الدولة العبرية، خاصة وأن الغموض يكتنف معظم مواقف الدول العربية الخاصة بالعلاقات مع إسرائيل.
فتحي عبدالحكيم- العين