الانتخابات الرئاسية التي حدثت في مصر لأول مرة تعد بلا شك نقطة مفصلية في تاريخ مصر المعاصر، هذه الانتخابات التي تنافس فيها عشرة مرشحين على أعلى منصب تنفيذي في البلاد، يدخل بها المصريون مرحلة جديدة تنتعش فيها الحياة السياسية، وتأخذ فيها الأحزاب نصيبها. المشهد السياسي في مصر يقترب شيئاً فشيئاً من الديمقراطية والإصلاح كي ينعم المصريون بآفاق الحرية السياسية. المهم أن تتم عملية الإصلاح في هدوء، ودون تدخل خارجي، كي يصمت "المتأمركون" الذين يزايدون على أية خطوة تنتهجها مصر في أي اتجاه كان. تجربة السابع من سبتمبر ستكتب في التاريخ المصري على أنها نقلة نوعية بكل المقاييس، وليس المطلوب من خطوة كهذه أن تكون كاملة 100%، فلابد من وجود بعض الملحوظات هنا أو هناك، المهم ألا يطغى النقد عن الهدف الرئيسي وهو المضي قدما في طريق الإصلاح، الذي يحتوي الجميع ويعزز الولاء والانتماء، ويدشن صفحة جديدة في تاريخ المصريين، ويعطيهم بارقة أمل في مستقبل أفضل.
خلال الأسابيع الماضية انتعشت صحف المعارضة، وأصبح المصريون يعرفون أن هناك أحزاباً للمعارضة لها رؤساء وصحف وناشطون. القوى السياسية انتعشت، وحتى أعضاء مجلس الشعب استغلوا هذا الحدث المهم في الدعاية لأنفسهم، استعداداً للانتخابات البرلمانية المقبلة.
الجميع استفادوا من الانتخابات الرئاسية حكومةً ومعارضةً ، نخباً وعامةً، مثقفين وساسة وإعلاميين، وقضاة، إنه بداية الطريق... بداية عهد جديد يفتح الباب واسعاً أمام تغييرات حقيقية في المنطقة العربية من محيطها إلى خليجها، فلتكن البداية من مصر.
أحمد صفوت- القاهرة