شهر سبتمبر يعد من أنشط الشهور التي تعيشها الأمم المتحدة كل عام، ففيه يتم عقد الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو اجتماع أممي يشارك فيه كل عام عدد كبير من قادة الدول المتقدمة والنامية. هذه المرة يأتي الاجتماع السنوي في أجواء معبأة بفضائح برنامج النفط مقابل الغذاء، وبالصخب المتواصل حول توسيع عضوية مجلس الأمن الدولي، ناهيك عن الإشكاليات المحتدمة حول أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الفقر والأوبئة في بلدان العالم الثالث.
وبلا شك يشهد دور الأمم المتحدة تدهوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، جراء الحرب الأميركية الأحادية على العراق، لكن لا يستطيع أحد أن يؤكد انتهاء دور الأمم المتحدة كلية، فلا يزال وجودها مهماً لتقديم الحد الأدني من العون للدول النامية، وتقديم الحد الأدني من التعاون الدولي في مواجهة الأزمات الدولية الطاحنة.
المنظمة الدولية في حاجة اليوم إلى إصلاحات حقيقية، خاصة وأن بنية النظام الدولي تغيرت تماماً، وظهر الآن فاعلون دوليون يختلفون شكلاً ومضموناً عن القوى الكبرى التي ربحت الحرب العالمية الثانية.
اليابان وإيطاليا والهند والبرازيل تسعى إلى الحصول على عضوية دائمة في مجلس الأمن، وانضمت إليها مصر ونيجيريا، أملاً في أمم متحدة أكثر عدالة وديمقراطية، لكن من الواضح أن بقاء الأمم المتحدة على حالها يخدم القوى الدولية المتربعة الآن على قمة النظام العالمي، فالولايات المتحدة لا تريد مجلس أمن يعرقل سياساتها، ولا تريد أن يزيد عدد الأعضاء الدائمين في المجلس، بالحجم الذي لا تستطيع معه واشنطن ممارسة هيمنتها الواضحة على القرار الدولي. وعلى رغم هذا كله، فإنه لابد من الضغط على القوى الدولية الكبرى لإصلاح الأمم المتحدة، وتحسين أساليب صنع القرار فيها، كي لا تتحول المنظمة الأممية منبراً للقوى الكبرى فقط.
إبراهيم بلحمانية- المغرب