لاشك أن عملية التحول الديمقراطي التي تصر الولايات المتحدة على تنفيذها في الشرق الأوسط ماضية بلا تردد، فقد أيقنت واشنطن أن غياب الديمقراطية أو الافتقار إليها سيقود حتماً إلى مجتمعات غاضبة لا تستطيع تحقيق مطالبها، والنتيجة قد تكون تفريخ تيارات راديكالية متطرفة.
عجلة الاصلاح بدأت في بعض الدولة العربية، وعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، خاصة بعد أن رأى الشارع العربي كيف كانت نتيجة الاستبداد في العراق؟ وكيف أن نتيجة العقود التي حكم صدام خلالها العراق كانت الاحتلال والفوضى وعدم الاستقرار.
الاصلاح العربي لا بد وأن يكون داخلياً، وفي هذه الحالة يجب أن تضع الدول العربية في اعتبارها ضرورة تشجيع المجتمع المدني، وتشجيع المشاركة السياسية، وتعزيز حرية الصحافة. وعلى الدول العربية ألا تبدي تخوفها من الإصلاح، لأن دولاً كثيرة سبقت الدول العربية إليه، وها هي دول أوروبا الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق تسير في طريقها نحو الديمقراطية.
الوقت قد حان لكي يبدأ الجميع التفكير في خطوات اصلاحية مهمة، خاصة، وأنه لا مناص من تعزيز الحريات، وفتح الباب أمام الرأي والرأي الآخر، وتشجيع الحوار بين مختلف التيارات السياسية، لأن هذا الإصلاح هو الضمانة الحقيقية للسلام والاستقرار لأي مجتمع.
وعلى القوى السياسية العربية ألا تستعجل قطف ثمار الإصلاح لأن المسألة تحتاج إلى خطوات تدريجية، لأن نظرية حرق المراحل لا يجب تطبيقها عند الحديث عن نشر الديمقراطية.
حسين عبدالحكيم- دبي