تحت عنوان "أخطاء أميركا في مواجهة كاترينا"، نشرت "وجهات نظر" يوم أمس الأحد مقالاً للمحلل السياسي جيفري كمب، عرض خلاله أخطاء الإدارة الأميركية في مواجهة إعصار "كاترينا". وفي تعليقي على هذا المقال، أرى أن إدارة بوش المنهمكة في حربها على الإرهاب، فشلت في امتحان "كاترينا"، ذلك لأن الأمن الداخلي للولايات المتحدة تعرض لصفعة قوية، جعلت الأميركيين يشعرون بأن بلادهم غير جاهزة لمواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية.
وعلى الرغم من أن أحداث سبتمبر التي تعيش الولايات المتحدة الآن ذكراها الرابعة قد وحدت الأميركيين وجعلتهم يقفون صفاً واحداً لدعم الرئيس بوش، فإن مشاهد المنكوبين في "نيوأورليانز" فرقت الأميركيين وأثارت من جديد مشكلة التكامل القومي بين البيض والسود في الولايات المتحدة، خاصة وأن أغلبية سكان المدينة المنكوبة من السود. كارثة "كاترينا" وضعت الإدارة الأميركية أمام تساؤلات صعبة، منها: هل أثرت الحرب الأميركية ضد العراق على جاهزية المؤسسات الأميركية وقدرتها على مواجهة الكوارث الطبيعية التي تطال الأميركيين في الداخل؟ وهل إنشاء وزارة جديدة كوزارة الأمن الداخلي كفيل بحماية الأميركيين من أي مخاطر داخلية؟ وما هي المعوقات التي حالت دون التنبؤ الدقيق بحجم هذه الكارثة؟
صحيح أن ثمة حالة استنفار حقيقية في إدارة بوش، لكن هذا لا يحميها من الانتقادات، خاصة وأن دولة عظمى بحجم الولايات المتحدة، يجب أن تكون مؤسساتها أكثر كفاءة في مواجهة الأزمات.
إسماعيل نجيب- دبي