في مقاله المنشور بصفحات "وجهات نظر" الصادرة بتاريخ الأحد 11 سبتمبر الجاري, تحت عنوان (إرهابيون .... "يكتشفون" السنة النبوية!) عبر الكاتب خليل علي حيدر, عن شكوكه وعدم اغتباطه لدى سماع أنباء عن عدول أحد الإرهابيين في الجزائر أو مصر أو الأردن وغيرها, عن الإرهاب, وعزوفه عن الدعوة للعمليات الاستشهادية. وبرر تلك الشكوك بأن كل واحد من الإرهابيين المعنيين, لن يصل إلى هذه القناعة, إلا بعد أن يكون قد خلف وراءه العشرات من المتشددين والمتعصبين, إلى جانب أن "توبة" أمثال هؤلاء, لن تكون توبة نصوحاً تبتغي الكف التام عن إزهاق الروح التي حرم الله إلا بالحق, نظراً لإيمان الواحد منهم وقناعته, بألا غضاضة في أن تستمر هذه العمليات, في البلاد الأخرى التي يطلقون عليها "دار النصارى والكفار".
وإذ أجد نفسي متحفزاً للتعليق على ما كتب الكاتب خليل علي حيدر, ضمن تحديد موقفه الفكري, من سلوك هذه العناصر الإرهابية المتطرفة, لا أكتفي بتأكيد صحة ما ذهب إليه فحسب, وإنما أضيف إلى تلك الأسباب التي ذكرها, سبباً جوهرياً آخر, يتلخص في عظم "تكلفة" هذه التجربة التعليمية الغريبة, التي لا يحصد المرء ثمراتها المعرفية, إلا بعد أن يكون قد شارك مشاركة مباشرة ملموسة بنفسه, أو حض الآخرين من أمثاله من المتطرفين, على إزهاق أرواح عشرات الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين! فانظر بالله أي ثمن لنيل المعرفة الدينية السوية المعتدلة, وأي فداحة لإعادة اكتشاف الخلق الإسلامي الراشد القويم! فمقابل كل معلومة جمجمة, ومقابل كل اكتشاف جديد, نفس بشرية بريئة, لا ذنب لها في غالب الأحيان, سوى أنه اتفق وجودها في تلك اللحظة الدموية المشؤومة من لحظات الهوس والتطرف الديني! لك الحق كل الحق في ألا تأمن وتطمئن لتوبة مثل هذه النفوس البشرية المخبولة يا دكتور.
بابكر النور - دبي