من آخر الطرائف التي وردت على لسان الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز هي المطالبة بنقل مقر منظمة الأمم المتحدة إلى مكان آخر غير نيويورك مقرها الحالي. دوافع الرئيس الفنزويلي معروفة، فهو فسر وجود المقر في واحدة من المدن الأميركية الرئيسية، على انه تكريس للأحادية الأميركية. لكن هل تغيير المقر يعني شيئاً بالنسبة للأمم المتحدة؟ وهل المكان الذي توجد فيه منظمة دولية أو اقليمية ينعكس سلباً أو إيجاباً على أدائها؟ بالطبع لا. المشكلة تكمن في هيكل المنظمة، الذي يشوبه الكثير من الخلل. هيمنة الولايات المتحدة لا تزال أمراً واقعاً، بلغة الأرقام والقوة العسكرية والاقتصادية بغض النظر عن مكان أو عنوان المنظمة الدولية، فلو كان مقر المنظمة الدولية في سنغافورة أو ماليزيا أو نيجيريا، هل ستتراجع واشنطن عن سياستها الأحادية؟ بالتأكيد لا.
على الرئيس الفنزيلي ألا يبالغ في نقده للولايات المتحدة، بدرجة تجعله يقحم الأمم المتحدة في مشكلاته المتواصلة مع واشنطن.
إن وجود مقر المنظمة الدولية لم يحل دون تعرض موظفيها لتهم الفساد، وليس أدل على ذلك من برنامج النفط مقابل الغذاء الذي أثبت ضعف المنظمة الدولية في تنفيذ القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن، ومن ثم بقاء مقر الأم المتحدة في نيويورك لا يدعم الأحادية الأميركية، لأن هذه الأحادية قائمة بالفعل في مجالات أخرى كثيرة غير المنظمة الدولية.
أحمد ربيع - أبوظبي