أعتقد أن ما كتبه عبدالله عبيد حسن في مقاله "الانتخابات الألمانية"، يوم أمس الخميس في "وجهات نظر"، كان ينقصه بعد التفسيرات حول رأي النخبة السياسية بموضوع الركود الاقتصادي في ألمانيا.
وللإيضاح أقول إن رسالة قطاعات الاقتصاد الألماني إلى الأحزاب السياسية بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الألمانية كانت: "عليكم تشكيل حكومة مستقرة، وذلك بأسرع وقت ممكن"، أو كما قال رئيس اتحاد تجارة التجزئة في برلين هيرمان فرانسن: "هيا إلى العمل". ووفقا للمراقبين الاقتصاديين، فإن ممثلي الشركات الألمانية الكبرى، ومطالبتهم الأحزاب بضرورة تشكيل حكومة مستقرة وقادرة على اتخاذ القرارات، يصب في مصلحة ألمانيا وقطاعاتها الاقتصادية وكذلك في مصلحة مواصلة الإصلاحات الاقتصادية التي كانت قد بدأت بها حكومة المستشار شرويدر.
في ألمانيا اليوم دعوة للأحزاب السياسية إلى ترك الخلافات الحزبية جانباً والسعي بكل قوة إلى تشكيل الحكومة.. هذه الدعوة جاءت لتشير إلى حساسية الوضع الذي تعيشه قطاعات الاقتصاد الألماني. وأود أو أذكر الكاتب بما قاله مدير الاتحاد الألماني للصناعة "لودولف فون فارتنبيرغ" فقد حذر من استمرار حالة الركود الاقتصادي لفترة طويلة، قائلاً إن عدم التسريع في تشكيل الحكومة هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث للاقتصاد الألماني.
الألمان متخوفون من التغيير الجذري، وقد أظهرت استطلاعات الرأي انخفاض التأييد لبرامج أنجيلا ميركل وحزبها الاقتصادية، وخاصة بعد أن علقت آمالها على الخبير الاقتصادي باول كيرشهوف. وما من شك أن ميركل اعتبرت "كيرشهوف" ورقة رابحة في معركتها الانتخابية، إلا أن تقديمه لمقترحات ضرائبية جذرية أتى بنتائج عكسية ولدت لدى المواطن مشاعر الخوف. هذا جعل المواطن الألماني قلق من تغيير جديد في السياسة الضرائبية.
أعتقد أن السياسة المالية لألمانيا خلال السنوات الثلاث القادمة ستدفع البلاد إلى حالة من التصلب والركود الاقتصادي غير مشهودة من قبل.
عمار فريج- برلين