قرأت يوم أمس الخميس 29 سبتمبر 2005 في صحيفة "الاتحاد" خبراً يستكمل سلسلة اهتمامات الشارع العربي بموضوع مهم قد يدفع بالأمة إلى الصفوف الأولى! الخبر يدور حول انشغال الأوساط الكويتية بتصريح مثير للجدل أطلقه النائب الدكتور عواد برد العنزي ضد المطربة روبي، التي لم تفوت الفرصة، وسرعان ما ردت عليه ليطلق التصريح والتصريح المضاد حملة من التعليقات الطريفة، وكان عنوان الخبر (حرب تصريحات بين نائب ملتح و"روبي" حول مؤخرتها).
تصريحات النائب عواد برد العنزي يوم الخميس الماضي جاءت في معرض معارضته للحفلات الغنائية، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك المقبل، وإصراره على تفعيل الضوابط المقيدة للحفلات. ومع أن الكثير من النواب صرحوا معترضين على استضافة روبي في الكويت، إلا أن تصريح العنزي كان لافتاً للنظر عندما نُقل عنه أن وضع الغناء انحط عندما أصبح يعتمد على مفاتن المطربات.
اختار كاتب الخبر أن يختصر الشرح بجملة واحدة مركزة، قطرة منها تعكر بحر الإعلام الذي ينحو إلى العولمة، عندما وصف النائب بالمتشدد والملتحي. هاتان الصفتان اللتان إذا دخلتا على أي موضوع أصبح قابلاً للتعدي. من حق النائب أن يمثل المجتمع الكويتي الخليجي المحافظ الذي يعاني من طوفان الفضائيات التي يتعذر إيجاد مصفاة لها، ومن حقه كبرلماني أن يتدخل ليمنع إهدار مال الدولة على ما لا يأتي في مقدمة الأولويات، لكنّ هناك احتمالا أنه ربما لم يحسن انتقاء كلماته وبذلك فتح ثغرة لروبي.
وبذلك يكون الإعلاميون وبعض رجال القرار من نواب وغيرهم قد قدموا خدمة لا تعوض، كونهم جميعاً قد قدموا مساحات إعلانية مجانية زادت من إضاءة شهرة هؤلاء "الفنانات". لكن يبدو أن الفنانة روبي ربحت المعركة بالضربة القاضية عندما قالت: هذا كلام أفضل ألا أتحدث فيه وأراه غير لائق. وبذلك أفسحت لنفسها مكاناً على كفة الميزان المقابلة للبرلمان الكويتي.
إقبال التميمي- دبي