أعتقد أن مناقشات المؤتمر البرلماني الذي تحدث عنه الكاتب د. شملان يوسف العيسى، في مقاله "البرلمانات والإصلاح"، لم تلامس الموضوع الأساس الذي قام عليه المؤتمر، خاصة أن ثمة استحالة في ممارسة البرلمانات دورها الإصلاحي قبل قيامها بعملية إصلاح داخلية لهياكلها.
إن أهمية دور البرلمان في الإصلاح السياسي يرتهن بمدى تمكنه كسلطة تمثيلية رقابية يمكنها التأثير والتغيير، فهناك تفاوت في قدرات البرلمانات العربية على إحداث التأثير المطلوب، وهي معضلة حقيقية تمنع ممارسة الديمقراطية على أصولها في البرلمانات العربية.
أعتقد أن الندوة التي تحدث عنها الكاتب ركزت على دور البرلمانات في إحداث التنمية الاقتصادية المواكبة للتنمية السياسية، وهي نقطة مهمة للغاية إذا ما عولجت بصورة صحيحة ودقيقة.
هذه المسألة تعتبر اليوم مثار حديث واسع بين المثقفين العرب، فمن خلال تأثير البرلمانات تدرك وتقيس مدى نمو الديمقراطية بين الشعوب في كافة الفئات والطبقات.
ربما يرى الكاتب أن الوضع البرلماني العربي، من خلال تناوله للتجربتين الأردنية والكويتية، يبشر بالخير على الرغم من العيوب الكثيرة في طبيعة الممارسة البرلمانية، لكنني أرى أن التفاؤل ليس في محله، وأعتقد أن ندوة "دور البرلمانات العربية في الإصلاح السياسي" شهدت خلافات عديدة على أمور تختص بالجزء التشريعي من عمل المجالس النيابية العربية، وهو جزء أساس في مسيرة عمل البرلمانات، ولا يمكن بحال من الأحوال الاستغناء عن نموه وتطوره. فإذا كان الخلاف على آلية تطبيق الجزء التشريعي لا زال قائماً فإن البرلمانات العربية لا زالت تعاني من ضعف شديد.
عادل عبدالله- الكويت