عندما قرأت مقال الأستاذ خليل علي حيدر المعنون بـ"وسـط الدوامة الأردنية" رأيت أن الكاتب اعتمد في معلوماته على دراسة أعدها المركز الوطني للبحوث الاجتماعية في الأردن، وهي دراسة جيدة ولا غبار على فصولها، إلا أنني توقعت من الكاتب أن يخوض في نظرته الثاقبة للمجتمع الأردني في الوقت الراهن، وأن يقارن بين مشاهداته في زيارة سابقة وبين مشاهداته في الزيارة الأخيرة التي كانت للمشاركة في مؤتمر "دور البرلمانات العربية في الإصلاح السياسي".
لكن على الرغم من أية ملاحظة قد آخذها على الكاتب ومقاله إلا أنني معجب بما طرحه على صعيد التناقض في الشارع الأردني بين الاهتمام بما هو ضروري ويومي، وبين الاهتمام المبالغ فيه بالكماليات، مثل الموبايل وغيره من الأشياء التي تثقل فاتورتها كاهل الأردني دون أن ينتبه.
إن المواطن الأردني، حاله حال كافة المواطنين العرب، يصرف جزءاً كبيراً من دخله الشهري على الكماليات والأشياء غير الأساسية، وعندما تعلن الحكومة عن رفع أسعار البترول يعلن التمرد ويطالب بالرحمة، وهو في ذات الوقت لا يرحم نفسه وأهله في تعامله مع الحياة اليومية، فيصرف ما يأتيه من عمله ومن مساعدات عائلية، إن وجدت، على البذخ، ومن هنا تأتي التناقضات في حياة المواطن الأردني الذي تحول إلى كائن استهلاكي بصورة ملفتة.
يوسف عبدالكريم- الأردن