حمل مقال الدكتور رضوان السيد "التحقيق في اغتيال الحريري والمواجهة الشرق أوسطية" عمقاً في التناول، لكنني احترت فيما ذكره الكاتب من مخططات أميركية متنوعة بشأن الاستفادة من تعاون إيراني مع إدارة الرئيس جورج بوش في مؤامرات تحاك ضد دول عديدة في المنطقة. هذه الرؤية التي طرحها الكاتب كنت قد قرأت فصولاً منها في إحدى الصحف البريطانية قبل نحو شهرين، لكنها رؤية تنبع من فكرة أميركية بحتة لم تشارك طهران في بنائها. من هنا أستبعد أن يقود القرار الذي اتخذته الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى تغيير طريقة لتفكير الإيراني لتدخل في سياق المخطط الأميركي للمنطقة.
الكاتب علق على الموضوع الإيراني من باب الخلفية التاريخية للأحداث، وما كانت عليه طهران في الماضي، وأعتقد أن في ذلك ظلماً للواقع السياسي الذي تثبت الأيام أنه شهد تحولاً في الأسلوب التنظيمي الإيراني للأحداث. ومن وجهة نظري المتواضعة أن الكاتب أغفل الحديث عن طريقة التفكير الحديث الذي أوجد نوعاً من الانفتاح الإيراني على العالم، وخاصة على أوروبا، بحيث أصبح من الممكن مناقشة الذهنية الإيرانية المحافظة من الداخل، على عكس ما كانت عليه في السنوات الماضية.
ما أميل لاعتقاده هو أن المستقبل لن يحمل سوى التهديد لطهران، ولو أن البعض يتوقع عقوبات قاسية من قبل مجلس الأمن، وربما ضربة عسكرية من قوات متعددة الجنسيات على سبيل التأديب.
علي الجندوبي- تونس