بعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، توقع كثيرون أجواء من التهدئة، لكن سرعان ما قرأنا عناوين كبيرة على صفحات جرائدنا تفيد بأن إسرائيل تشن عمليات عسكرية وهجمات قاسية ضد قطاع غزة. فإسرائيل لم تستطع أن تمسك يديها عن البطش، ولم تستطع التوقف عن ممارساتها السادية التي من خلالها تسفك دماء الفلسطينيين. إسرائيل تعطشت للبطش والإرهاب من جديد، لترسل طائرات حربية تمطر الفلسطينيين بالغارات، إضافة إلى القصف باستخدام الزوارق البحرية، مما أدى إلى إصابة واستشهاد العشرات من الفلسطينيين. هذه الممارسات العدوانية قضت على فرحة الفلسطينيين التي شعروا بها بعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع. وبالتأكيد فإن إسرائيل وعلى رأسها وزير الحرب "شاؤول موفاز" تحاول البحث عن مبررات لهذه العمليات العسكرية، بالقول إنها لا تحدث إلا لحماية إسرائيل، لأن الدولة العبرية من حقها الدفاع عن كيانها، ومن حقها أن تقضي على الجماعات "الإرهابية" كـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي". ويبدو أن ثمة ضوءاً أخضر حصلت عليه تل أبيب من قبل الكبار في النظام العالمي الراهن، للقضاء على "الإرهاب العربي".
أعتقد أن على العرب بالفعل التفكير ملياً قبل التواصل مع الإسرائيليين، لأن ما تفعله تل أبيب في الأراضي المحتلة هو بالفعل المسمى الحقيقي للإرهاب ضد الأبرياء، ومثل هذه الألعاب الخفية التي تجيدها إسرائيل توضح لنا أمرا وهو أن شمس الحقيقة لا تخفيها الغيوم، وأن مثل هذه التصرفات ليست بالجديدة على تل أبيب، التي اعتدنا دائما وأبدا منها أن تنقض العهود وتدمر عملية السلام مع الشعب الفلسطيني.
ريا المحمودي- رأس الخيمة