إن للإرهاب صوراً كثيرة وأساليب شتى تختلف عن بعضها بعضاً، وأبرز أنواع الإرهاب المنظم في عصرنا هو الإرهاب الفكري عبر وسائل، تستخدمها شرائح عريضة من المجتمع، كالتلفاز والمجلات والانترنت وغيرها، وذلك جراء إساءة الاستخدام والوقوع في شرك العصابات وقتلة الفضيلة الذين يمارسون الإرهاب الأيديولوجي المنظم بعيد المدى، الذي يهدف إلى نشر الرذيلة والمخدرات والفوضى والتكفير والتفجير.
وكم فرحنا قبل فترة بتصدي بعض المسؤولين لهذه الأمور التي تعرض على فضائيات لا تقيم وزناً ولا قدراً للإنسان، والتي تتعامل مع المشاهد كأنه سلة مهملات يُلقى فيها كل شيء.
الإرهاب المنظم والمخدرات والجريمة المنظمة نتاج طبيعي وإفراز حقيقي للإرهاب الفكري الذي يُمارس حتى الآن عبر بعض وسائل الإعلام المرئية والسمعية والمقروءة، إذ أن الانفتاح مطلوب لكن من غير ضرر.
وتؤكد الدراسات والتقارير والأبحاث على مستوى العالم أن تعاطي المخدرات في ازدياد ما يتطلب التعاون يداً بيد بين كل الفئات المؤثرة قادة وساسة وعامة، ولا ننسى أبداً أن خطورة هذا الأمر مرتبطة بأنواع أخرى من الإرهاب المنظم كغسيل الأموال وتجارة الجنس والإيدز والتكفير والتفجير.
وفي مكافحة المخدرات يجب معرفة مكمن الداء بعد التشخيص السليم ثم العلاج الصحيح المستقى من الأصول المادية والمعنوية، ثم تحويل مدمني المخدرات إلى فئة منتجة مع تسهيل انخراطها في المجتمع بعد الشفاء، لأن هذه الفئة في حاجة إلى مد يد العون لها بدعم مادي ممثلاً في فرصة عمل من غير إحساس بذلٍ، مع حب وإشفاق عليها وتنقية البيئة المحيطة بهم خلال فترة التأهيل.
ولابد أن يشرف على هذه الفئة، خلال فترة التأهيل، أناس ذوو علم وأخلاق واستقامة ورجاحة عقل وبعد نظر ورحمة.
ويتعين إنشاء صندوق للوقاية من المخدرات يشترك في دعمه الكل تحت توجيه القادة عبر همزة الوصل المشرفة على الوقاية والتأهيل وتسخير كل أنواع الدعم اللازم للوصول إلى النتائج بسرعة مع فوائد عظيمة على الفرد والمجتمع لسهولة العلاج. وفي حال إقرار إنشاء الصندوق من القادة والسادة فلن نبخل بدعمه المالي والمعنوي، ولابد من تضافر الجهود ضد الجريمة المنظمة بأنواعها، وأول الغيث قطرة ثم ينهمر، والناس بهممهم لا بأموالهم.
محمد بن علي- دبي