عادت لغة الدبلوماسية الغربية الهادئة أمس لتكسر حدة حالة الشد والجذب التي تصاعدت مؤخرا بين إيران من جهة وأميركا وحلفائها الغربيين من جهة اخرى بشأن الملف النووي الإيراني، ولتجدد الآمال في إمكانية التوصل إلى حل سلمي للأزمة يطمئن المجتمع الدولي عامة ودول المنطقة خاصة، التي يتهدد أمنها ويقلقها وجود مثل هذه الأزمة على حدودها وقربها الشديد منها·
فقد جاء تأكيد الرئيس الأميركي جورج بوش أنه يريد العمل مع برلين لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني بالطرق الدبلوماسية، وأنه لن يستبق ما سيفعله مجلس الأمن بشأن هذا الملف بشأن إقرار عقوبات أو عدمه، واستبعاد وزيرة خارجيته كوندليزا رايس للخيار العسكري في هذه المرحلة، ليصب في نفس الاتجاه الذي ذهبت إليه بريطانيا بأن مجلس الأمن لن يبحث فرض عقوبات على إيران بشكل فوري وأن القضية لا يمكن أن تحل إلا بالوسائل السلمية، وان أحدا لم يبحث احتمال القيام بعمل عسكري ، وليتفق أيضا مع الرأي الفرنسي القائل بأنه من المبكر الحديث في هذه المرحلة عن عقوبات، وأن مثل هذا العمل يجب أن يحصل على مراحل·
وسبق ذلك أيضا إعلان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، أنه من السابق لأوانه إحالة النزاع إلى مجلس الأمن، وأنه يجب استنفاد فرص الدبلوماسية لحل الأزمة قبل أن ينتهي بها المطاف إلى المجلس، معربا عن استعداده لبذل مزيد من المساعي الحميدة الشخصية إذا كان ذلك ضروريا لتجنب التصعيد·
يبقى أمام هذه اللغة الدبلوماسية الهادئة الساعية إلى البحث عن حل سلمي لهذه الأزمة ، أن تعتمد طهران ومسؤولوها أسلوبا مماثلا ولغة متطابقة مع ما يصدر عن الأطراف الأخرى، والابتعاد عن لهجة التحدي والعناد التي قد تثير المزيد من التعقيدات ·· كما أن طهران مطالبة أيضا باعتماد مقاربات وأطروحات إيجابية مرنة للتعامل مع مختلف الحلول المطروحة من المجتمع الدولي ·
وقد يكون الإعلان عن وساطة محتملة من المستشار النمساوي فولفجانج شوسل فرصة جديرة بأن تنتهزها كافة الأطراف للوصول إلى هدف الحل السلمي الذي نتمنى ألا يكون عزيز المنال من أجل خير المنطقة والعالم·