هل تُحقق ''أحادية شارون'' السلام؟
في مقاله ''بعض تداعيات غياب شارون'' المنشور بصفحات ''وجهات نظر'' يوم الجمعة 13 يناير الجاري، أثار اهتمامي وصف الدكتور أسعد عبدالرحمن لشارون بأنه كان الزعيم الإسرائيلي الوحيد الذي يملك خطة قد تؤدي لإحراز ''تسوية'' بين الفلسطينيين والإسرائيليين! وعلى رغم اتفاقي التام مع كل ما ذهب إليه الكاتب في تأكيد مكانة شارون ودوره في مسرح السياسة الإسرائيلية، ومن ثم تأكيد تداعيات غيابه من تلك الساحة بسبب علته الصحية الأخيرة، فإن وصف شارون بصفة الزعيم السياسي الوحيد الذي يملك خطة لإحراز تسوية ما، مع الفلسطينيين، فيه خطأ كبير وإغفال غير مبرر، لتحليل رؤية شارون لحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني· وعلى الرغم من أن الكاتب قد توقف عند انسحاب شارون الأحادي الجانب من قطاع غزة مؤخراً، فإنه لم يتأمل جيداً مغزى ذلك الانسحاب باعتباره جزءاً من رؤية شارونية متكاملة، وفهم يخصه لكيفية تسوية النزاع مع خصومه وجيرانه الفلسطينيين· وقد استغربت جداً ألا يبرز الكاتب جوانب وملامح ذلك النهج الأحادي في السياسة الشارونية، القائم على فك الارتباط مع الفلسطينيين، بالمعنى السياسي والعسكري للارتباط·
فعلى رغم بروز وخصوصية مكانة شارون في الحياة السياسية الإسرائيلية، تقوم رؤيته لتسوية النزاع على مواصلة بناء الجدار الأمني العازل، الكفيل وحده بالتهام مساحات جديدة واسعة من الأراضي الفلسطينية، بما يحول في نهاية الأمر دون تمكن الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة، إضافة إلى تمسكه بالقدس عاصمة موحدة وغير مجزأة للدولة اليهودية! وإلى جانب ذلك كله، فقد ظل شارون على تعنته وتمسكه بموقفه الثابت من عرقلة أي خطوة من شأنها أن تدفع بطرفي النزاع إلى طاولة المفاوضات· فهل في ملامح الرؤية الشارونية هذه، ما يدفع الكاتب إلى الاعتقاد بأهلية شارون وانفراده بكونه الزعيم الإسرائيلي الذي ربما يصل لتسوية ما مع الفلسطينيين؟!
أبوبكر صالح- الشارقة